تونس «الشروق» محسن عبد الرحمان: لأول مرة سيكون الحضور التونسي في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هذا العام أكبر بكثير من العادة اذ تم اختيار ثلاثة أفلام روائية طويلة لتمثيل تونس في الدورة الثالثة والثلاثين للمهرجان إضافة الى اختيار مخرج من تونس لعضوية واحدة من لجان تحكيم المسابقات الرسمية الثلاث. وكشف رئيس المهرجان الممثل عزت أبو عوف منذ يومين في ندوة صحفية عن برنامج المهرجان عن مشاركة ثلاثة أفلام من تونس في المهرجان هي: «الدواحة» او «أسرار مدفونة» للمخرجة رجاء العماري و«ثلاثون» للمخرج فاضل الجزيري، و«رحلة يا محلاها» للمخرج التونسي المقيم في فرنسا خالد غربال. كما أشارت الى اختيار المخرج رشيد فرشيو لعضوية لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة المصوّرة رقميا. وكانت تونس غالبا البلد الأقل حضورا في دورات المهرجان السابقة إضافة الى تعرض سينماها دوما الى النقد والانتقاد وذلك خلال مشاركتها في المهرجان إما لمواضيعها غير الموافقة للتوجه العام للسينما العربية والسينما المصرية بالأساس او لخلفية انتمائها الى بلد يحضن مهرجانا منافسا (أيام قرطاج السينمائية) لا يعترف كثيرا بسينما النجوم والافلام التجارية. وقد اشتكى اكثر من سينمائي تونسي في دورات عديدة سابقة للمهرجان من غياب الحياد والموضوعية في معاملات الساهرين على المهرجان وخصوصا في تعاملهم مع السينمائيين والسينما التونسية عموما حتى ان المخرج رشيد فرشيو الذي وقع اختياره هذا العام لعضوية لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة المصوّرة رقميا هدّد بالانسحاب من المهرجان في دورته السابقة وذلك بعد ان تم حذف مشاهد من فيلمه «الحادثة» خلال عرضه في المهرجان بسبب خطإ فني بآلة العرض حسب تفسير إدارة المهرجان. كما اشتكى مخرجون آخرون من عدم نزاهة لجان تحكيم مهرجان القاهرة في حكمهم على الأفلام المتسابقة وانحيازهم لآراء وأحكام المشرفين على المهرجان وخصوصا في تعاملهم مع السينما التونسية. وهذه أول مرة تحضر فيها تونس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بثلاثة أفلام روائية طويلة اضافة الى عضوية مخرج تونسي لاحدى لجان تحكيم المسابقات الثلاث للمهرجان. فهل يتم الصلح بين السينما التونسية والمصريين في هذه الدورة من مهرجان القاهرة علما وأن الصراع بين المصريين و«التوانسة» يعود الى أولى دورات أيام قرطاج السينمائية وخصوصا في الثمانينات مع ظهور ما يعرف بالسينما التونسيةالجديدة التي بدأت مع المخرج نوري بوزيد في فيلم «ريح السد». ولعل الذين واكبوا الدورة التي عرض فيها الفيلم يذكرون «المعركة» الشهيرة التي جرت في دار الثقافة ابن خلدون خلال مناقشة الفيلم بين المخرج نوري بوزيد والممثلة المصرية فردوس عبد الحميد التي وصفته بالصهيونية والعمل لفائدة اسرائيل.