ما يروج في الأوساط الرياضية من أخبار حول الأجواء السائدة داخل الفريق وما يشق صفوف اللاعبين من خلافات وصلت حدّ القطيعة ودفعت بالبعض منهم الى قطع تيار التفاهم والانسجام كلها عوامل أغضبت الأحباء وجعلتهم يحذرون البعض من محاسبتهم وعدم السماح لهم بالمتاجرة بواقع الفريق ومستقبله. تغيّر الاطار الفني وطمع الأحباء في نتائج أفضل من شأنها أن تساعد فريقهم على المراهنة على اللقب وفي أتعس الحالات المنافسة على مرتبة مشرفة قد لا تكون أقل مما حصل عليها في المواسم السابقة لكن حصل العكس وتردت النتائج وتوجهت أصابع الاتهام الى أكثر من لاعب. للإثبات الأحباء مصرون على اتهام عدد من اللاعبين بالتخاذل والتقصير وبأنهم سبب الهزائم نتيجة تصرفاتهم مع بعضهم البعض الى درجة أن هيئة الأحباء عقدت اجتماعا مضيقا ورسمت خطة لمعالجة الوضع وحفز الهمم رافعة لواء «لا مكان لأي كان لا يخلص للاتحاد»، في حين أن اللاعبين يؤكدون على سلامة الأجواء ونقاوتها بينهم، وما على هؤلاء إلا إثبات حقيقة مواقفهم يوم الأحد القادم من علاقاتهم بينهم. لماذا؟ من المتوقع أن يكون الاتحاد قد أجرى مساء أمس حصة تدريبية بالملعب البلدي بجمال، ويفسّر العارفون بخفايا الأمور بأن اختيار هذا الملعب للتدرب يعود الى سببين اثنين ولا شيء غيرهما. فهناك رأي قائل بأن حالة الميدان الفرعي للمركب الرياضي مصطفى بن جنات التي كانت وراء تعدد اصابات اللاعبين دفعت بالساهرين على حظوظ الفريق الى إيجاد هذا الحل العاجل في حين أن البعض يقول إن السبب هو إبعاد اللاعبين عن ضغوط الأحباء. ماذا يريد الأحباء؟ أحباء الاتحاد لم يغفروا للاعبين ماهر الحناشي وعبد المجيد بن بلڤاسم وهشام السيفي تراجع مردودهم في الفترة الأخيرة وصومهم عن التهديف لفترة طويلة. وهم يصرّون على رؤية هذا الثالوث يعود الى انسجامه وتفاهمه لتعود صولاته وجولاته من خلال التسربات الخطيرة والتوغلات المرعبة والأهداف الرائعة. لا يا خشاش أكد اللاعب عبد القادر خشاش في تصريح صحفي أنه سئم اللعب بالاتحاد، وإن صحّ هذا التصريح فإن هذا اللاعب يكون قد أخطأ في حق الاتحاد الذي احتضنه ورعاه وصقل مواهبه وكان وراء بروزه، ويكون هذا اللاعب قد نسي أن الاتحاد بماضيه وحاضره ومستقبله أكبر من كل لاعب وان أن من يسأم من اللعب به ولا يوفّه حقّه لا مكان له به، وعلى خشاش مراجعة حساباته قبل أن يجد نفسه خارج الحسابات. صافية لبن في إجراء أراد به المدرب هنري ديبيري لتوجيه رسالة تحذيرية الى اللاعبين ماهر الحناشي وعبد المجيد بن بلڤاسم من خلال إبقائهما خارج حساباته في اللقاء الودي أمام هلال مساكن، لكن هذا الاجراء لا يرمي من ورائه المدرب البلجيكي العقاب بل الاصلاح وهو ما يوحي بعودة العلاقة بين المدرب ولاعبيه الى ما كانت عليه.