أوضح السيد محمد الغرياني الأمين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي في لقاء تلفزي أجرته معه الفضائية المصرية الأولى بمناسبة الانتخابات الرئاسية والتشريعية في تونس أن الفوز الكبير الذي حققه الرئيس زين العابدين بن علي بقدر ما يترجم تواصل الالتفاف الشعبي القوي حول شخصه الكريم وحول مشروعه الحضاري الرائد وبرامجه الانتخابية الطموحة التي أوفت بكامل وعودها وأدخلت نقلة نوعية ملموسة على الواقع اليومي للتونسيين والتونسيات في كل الجهات والقطاعات وعلى آفاق تطلعاتهم وصيغ تعاطيهم مع تطورات العصر ومتغيراته، فإن هذا الفوز يعكس أيضا تفاوت ميزان القوى الواضح بين الرئيس بن علي ومنافسيه باعتبار أن المواطن التونسي يمتلك من النضج ما يجعله يميّز بين الأفضل والأقدر والأمثل ويتخذ بالتالي الاختيار الصائب كما يمتلك من الوعي ما يزيده تعلقا بقائد مسيرة الإنجازات والنجاحات التاريخية المتلاحقة رغم محدودية موارد البلاد وصعوبة الظرف العالمي المتتابع الأزمات. وبيّن الأمين العام أن حصول التجمع على أعلى نسبة في مجلس النواب للفترة النيابية 20092014 وهي 75٪ عن عدد المقاعد يعود إلى عوامل موضوعية أولها العامل التاريخي حيث يرجع تحقيق استقلال البلاد ووضع الأسس الأولى للدولة العصرية وإقامة النظام الجمهوري وإرساء نمط المجتمع الحداثي وتحرير المرأة وتوحيد التعليم وتحديثه وتعميمه ونشر الثقافة العصرية وثانيها استناد الحزب إلى رؤية متبصّرة لرئيسه وإلى برامج سيادته الشاملة التي تمس الواقع التونسي الحقيقي وتحيط بمختلف أبعاده وثالثها القدرة الفائقة على التأقلم مع متطلبات كل مرحلة ومع التطورات والتحولات التي تشهدها البنية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمجتمع التونسي ورابع هذه العوامل اكتساب التجمع المقدرة العالية على التواصل مع المواطنين والتفاعل مع شواغلهم في أبعادها البسيطة والأكثر تعقيدا. ولاحظ السيد محمد الغرياني أيضا في هذا اللقاء التلفزيوني أن التجمع يعد المستفيد الأكبر من وجود مشهد تعددي متين في تونس حيث مكنته المنافسة السياسية من التطور المطرد في خطابه وأساليب تحركه وانتشاره وفي رسم برامج عمله وسبل تجسيم أهدافها. وأكد أن تونس دخلت منذ تحول السابع من نوفمبر 1987 بفضل الإرادة القوية للرئيس بن علي مرحلة التطوير السياسي التي تجعل من الديمقراطية والتعددية مسارا يتقدم بثبات وتدرّج بما يفسح المجال للمعارضة حتى تضطلع بدور أكبر في تنمية الحياة السياسية وفي ضمان سلامة المناخ الديمقراطي. وأضاف أن البلاد كما هي محتاجة إلى حزب قوي يضمن التقدم والاستقرار السياسي فإنها في حاجة إلى معارضة وطنية حقيقية تساعد على دفع البلاد نحو مستويات رقي أعلى. وأشار الأمين العام إلى أن الانتخابات الأخيرة بتونس مكّنت المعارضة من نسبة تواجد أكبر في مجلس النواب كما مكنتها من التحرّك خلال حملاتها الانتخابية والاستفادة من حرية التعبير في تونس وتقديم برامجها والتعريف بخياراتها وممارسة عملية الاستقطاب مستدركا أن التجمع كان الأكثر قدرة خلال الانتخابات الأخيرة على التحرّك وعلى الإقناع وعلى امتلاك الحلول العملية. وأكد أن تجديد الشعب التونسي انخراطه في مسيرة التغيير يقيم الدلائل على عمق اعتزازه بالرئيس بن علي وبما حققه للبلاد من رصيد كبير من المكاسب التي بوّأت تونس أرفع المراتب في التصنيفات الدولية وكذلك لنجاح سيادته في إرساء ديمقراطية الاستقرار السياسي وتوفير المناخ الملائم لتحقيق تنمية عادلة وشاملة ومتوازنة كان لنتائجها كبير الأثر في حياة المواطن التونسي وفي وجدانه.