قيس الهمامي - مجمع الأطرش للكتاب المختص - تونس 2009 يقول الدكتور محمد الباردي على ظهر صفحة الغلاف الخلفية «هذا البحث التجريب وإشكالية الجنس الروائي نظر في علاقة التجريب الروائي من خلال ثلاثة نماذج مفيدة بمقولة الجنس. وخلاصة هذا النظر أن التجريب الروائي يتوسّع في مفهوم الجنس ويصل به الى التلاشي فتخرج الرواية من كونها جنسا أدبيا مخصوصا الى ضرب من الكتابة النصية تختفي فيها معالم الجنس..». يشتمل الكتاب على ثلاثة أبواب علاوة عن تقديم كتبه الباحث وتحدث فيه عن قرن مضى والرواية العربية تبحث عن شكل لها ثم تحدث عن نظرية التجريب وعدد الدوافع التي حدت به لطرق هذا المو ضوع وقد أوضح في خواتم هذا التقديم أنه اقتصر على دراسة نوع واحد من التجريب وهو «التجريب النصي». أما النماذج الروائية الثلاثة التي اعتمدها في دراسة موضوعه فقد تمثلت في رواية «وردة» لصنع اللّه ابراهيم ورواية أبنية متطايرة لإدوارد الخراط. ورواية «سفر البنيان» لجمال الغيطاني. اهتم الباب الأول من البحث بالتجريب والاستغلال الأجناسي وقد ورد في ثلاثة فصول: فصل أول اهتم كما يذكر الباحث باستجلاء جملة الأجناس التي ميزت الروايات الثلاث موضوع البحث وتبيّن خصائصها العامة. فكشف في رواية «وردة» ثلاثة أجناس من فن الرحلة و«السيرة الذاتية» و«اليوميات» وفي رواية «أبنية متطايرة فقد تبيّن اعتماد كاتبها على الوثائق وكذلك السيرة الذاتية والسيرة والشعر والقصة، أما أجناس رواية «سفر البنيان» فقد عددها في ثلاثة المقال والحكاية والقصة. الفصل الثاني في الباب الأول تطرق الى «أشكال الحضور ودلالاتها وقد حاول الباحث أن يجيب فيه عن سؤالين اثنين: كيف وردت هذه الأجناس؟ وما هي أشكال تنضيدها داخل النص الروائي؟ وقد اعتمد الباحث في الاجابة عن هذين السؤالين عن مبدئين وسمّاهما بمبدإ الحضور وهيئة الحضور وانتهى في خاتمة الفصل الى القول بأنه ركّز الاهتمام على الكيفيات التي انتظمت من خلالها الأجناس داخل كل عمل واستجلاء الطريقة المهيمنة والدالة..». أما الفصل الثالث من الباب الأول فقد اهتم بتبيّن أهم الوظائف التي تنهض بها هذه الأجناس وقسمها الى نوعين: الوظائف عامة والوظائف الأجناسية. الباب الثاني عنوانه «التجريب وخلخلة مفهوم الجنس الروائي» وقد اهتم في فصوله الثلاثة تباعا بثلاث مسائل هي مسألة الأنواع ومسألة الأجناس ومسألة الخطابات. أما الباب الثالث والأخير فقد ورد تحت عنوان «التجريب وخلخلة مفهوم الجنس الأدبي وقد تطرق فصله الأول الى الرواية بين ثبات المفهوم وتحوّلات النص وطرح فصله الثاني إشكالية المؤلف والقارئ في إطار علاقتهما بالجنس الأدبي في حين بحث الفصل الثالث في ماهية النص وفي طبيعة العلاقة الأجناسية التي تربطه بالجنس. يقول مطلع الخاتمة العامة «حاولنا في هذا البحث تبيّن طبيعة العلاقة بين الرواية نصّا منجزا والرواية جنسا أدبيا يرسم أفقا للقراءة والكتابة..».