حمل هذا الأسبوع من الأخبار السّارة ما يبهج حقا كل التونسيين، فبعد الاعلان عن نتائج الانتخابات. نجح تونسيان في ميادين علمية، تدلّل على عبقرية التونسي، وعلى نجاح بلادنا في الرهان على ذكاء أبنائها، وعلى توفيقها في إثراء رأس مالها البشري. فقد تحصل الأول على جائزة اليونسكو العالمية لسنة 2009، لابتكاره مجموعة من التقنيات الجديدة تمكّن من استغلال أمثل للموارد المائية بالمناطق القاحلة وشبه القاحلة، أهمها الري تحت الأرض للأشجار المثمرة والغابية، وغيرها ممّا تجود به الأرض، وحقن مياه الأمطار المخزّنة في منشآت مائية صغيرة أو متوسطة أو كبيرة، ومياه العيون الطبيعية في أعماق التربة. ويعدّ هذا الاكتشاف أكثر من هام لانعكاساته الجيدة على ميدان الفلاحة، وحفاظه على مصادر المياه، وتوفيره لكميات لا تحصى منه. وتوصّل الثاني الذي قاد فريقا من الباحثين في اختصاص جراحة الأعصاب في فرنسا وأمريكا الى اكتشاف طبي هام تمثل في طريقة علاجية جديدة لمرض الشلل الرعاش، وقد توّج هذا الاكتشاف سنوات من العمل والبحث توصل بعدها الفريق الى طريقة علاجية للمرض تتمثل في زرع جينات في مخّ المصاب بالمرض بغاية تزويد الجسم بصفة مسترسلة بمادة تخوّل للجهاز العصبي القيام بوظيفته بصورة طبيعية. هذا النجاح المبهر الذي تزامن مع الانتخابات، يحمل أكبر دليل على توفيق تونس في صناعة الرجال والعقول، ويضفي مصداقية كبيرة على الخطاب التونسي الذي ما انفكّ يردّد أن رهانه الأول والأخير، على قدرات التونسيين، وأن بلادنا عوّضت شحّ مواردها الطبيعية بشراء مواردها البشرية، ففي هذا المجال تستثمر تونس، وعليه تراهن، وبه تواجه العصر. لقد كان هذا الأسبوع حافلا حقا بكل ما يبهج من الأخبار.