أخبار تونس – يعتبر مرض الشلل الرعاش ( Parkinson) حسب الأطباء من أكثر الأمراض غموضا وتعقيدا ولايزال العلماء والباحثون يحاولون كشف السبب الحقيقي الذي يجعل هذا المرض العضال يهاجم الجهاز العصبي للانسان ويؤدي إلى إنكماش في بعض الخلايا العصبية العميقة بالمخ ينتج عنها خلل في الحركة ورعاش في الجسم. ولئن استعصى وجود دواء للبرء من “الشلل الرعاش” إلا أن جهود الاطباء لم تنقطع ولم تكف وضمن هذا الباب توصل مؤخرا فريق من الأطباء الباحثين في اختصاص جراحة الأعصاب من فرنسا وأمريكا بقيادة طبيب تونسي شاب بشير جراية البالغ من العمر 36 عاما الى اكتشاف طبي هام يتمثل في طريقة علاجية جديدة لمرض الشلل الرعاش “باركينسون”. وجاء هذا الاكتشاف الطبي الهام نتيجة أربع سنوات متتالية من العمل والبحث توصل على إثرها فريق الباحثين بمستشفى “هونري موندور” بباريس الذي يقوده الدكتور بشير جراية وذلك بمشاركة الطبيب الفرنسي” ستيفان بالفي” نجاعة الطريقة العلاجية الجديدة بعد تجربتها على مجموعة قردة مصابين بمرض “الشلل الرعاش” استعادوا على اثرها 80 % من قدراتهم على الحركة. ولقد اعتمد هذا الفريق الطبي طريقة مثلى لاكتشاف علاج جديد للشلل الرعاش من خلال زرع جينات في جزء عميق من مخ المصاب بالشلل الرعاش بهدف تزويد الجسم بصفة مسترسلة بمادة “الدوبامين” التي تخول للجهاز العصبي العمل بصفة طبيعية. ويصنف هذا الاكتشاف الطبي الجديد كعلاج بيولوجي أي لا تترتب عليه مضاعفات جانبية مما يكسبه جدوى بالغة الاهمية علما وأن الأطباء درجوا في العادة على اتباع الطرق الكيميائية والفيزيائية تنشيط الجهاز العصبي المصاب بانكماش في مستوى بعض الخلايا الدماغية. وسريعا ما أثبت هذا الاكتشاف الطبي الجديد جدواه على المستوى العالمي إذ تم تطبيق هذه التقنية العلاجية المتطورة حسب المجلة العلمية الامريكية “سيونس ترانسنا شيونال مايدسين” على ستة مصابين بمرض الرعاش في مستشفى هونرى موندور بما يؤكد نجاعة الدواء على البشر واعتماده في السنوات القادمة لمعالجة مرض الارتعاش كثير الانتشار في العالم.. ويوجد في الولاياتالمتحدةالأمريكية 50000 مريضا بالشلل الرعاش كل عام ويعتقد أن العدد الحقيقي أكبر من هذا بكثير ومرض الشلل الرعاش يصيب النساء والرجال بنفس النسب ويعتقد أنه يصيب ذي البشرة البيضاء أكثر من ذي البشرة السمراء والآسيويين وغالبا ما يصيب مرض الشلل الرعاش من هم فوق 50 سنة وتتزايد الأصابة لمن هم فوق 60 سنة ولكن هناك حالات كثيرة سجلت تحت سن 40 سنة. وبشير الجراية هو من الكفاءات التونسية المقيمة بالخارج ونال جائزة رئيس الجمهورية عند حصوله على الباكالوريا رياضيات سنة 1992 وزاول دراساته الجامعية بفرنسا وعمل بعدد من المستشفيات الفرنسية والامريكية وهو يشغل حاليا خطة رئيس سريرى بمستشفى هونري موندور بباريس ومدير مخبر العلوم العصبية التابع لمجمع مندوبية الطاقة الذرية بالعاصمة الفرنسية. وتعود تسمية “الشلل الرعاش” إلى الطبيب الانقليزي جيمس بركنسون الذي يعتبر أول من صنف هذا المرض سنة 1817 ثم اكتشف الباحثون سنة 1960 أن المشكلة المسببة لهذا المرض تكمن في موت خلايا المخ والتي تفرز مادة الدوبامين المسؤول عن مساعدة حركة العضلات بالجسم. كما أنه مرض ينتسب إلى مجموعة من الحالات تسمى أمراض الجهاز الحركي والتي تشترك في مجموعة من الاعراض وهي ارتعاش الأيدي والأذرع والأرجل والفك والوجه وتصلب حركة الأطراف والجذع وبطء الحركة وفقد القدرة على الإتزان.