شهدت الساحة الجامعية بروز عدة جامعات خاصة وذلك منذ الموسم الجامعي 2001/2002 وقد نجحت هذه الجامعات في استقطاب عديد الطلبة التونسيين والأجانب بفضل ما وفرته من مستوى تعليمي راق وتفتحها بصورة مباشرة على سوق الشغل، فإلى أي مدى نجحت هذه الجامعات في تحقيق الأهداف التي بعثت من أجلها؟ وما الذي يميّزها عن الجامعات العمومية؟ للإجابة عن كل هذه الاستفسارات اتصلنا بالسيد حلمي أحمد الكامل مدير الدراسات بالجامعة المركزية الخاصة الذي بيّن لنا أن الجامعات الخاصة تضمن تأطيرا وإحاطة شخصية لطلبتها نتيجة العدد القليل للطلبة بكل فصل لذلك يتوجه الطالب نحو التركيز الكلي إضافة الى ما توفره هذه الجامعات من مخابر وورشات ذات تقنيات عالية كما أنها تمتلك هامشا من الحرية في اختيار الأستاذة من ذوي الكفاءات العالية والخبرة. وهذا لا يعني حسب محدثنا المساس من هيبة الجامعات العمومية التي شهدت هي الأخرى قفزة نوعية وتؤمن مستوى علميا راقيا لعموم الطلبة. وعن الدور الاقتصادي لهذه الجامعات يؤكد محدثنا على أن الجامعة الخاصة توفر رصيدا هاما من العملة الصعبة بفضل العدد الكبير من الطلبة الأجانب الذين يدرسون بها كما هو الحال بالجامعة المركزية الخاصة التي يتوزّع طلبتها على 25 بلدا من افريقيا والمغرب العربي وأوروبا (يوغسلافيا وإيطاليا). وفي ما يخصّ المنافسة التي تعيشها هذه الجامعات يضيف السيد حلمي أحمد الكامل أن هذه المنافسة أثرت بشكل كبير على المستوى العلمي وثراء الشعب وتنوعها فالجامعة المركزية الخاصة مثلا توفر عددا كبيرا من الشعب في اختصاصات الحقوق والتصرف والاعلامية والتكنولوجيا والصحة واللغات وقد وضعت على ذمة طلبتها مخابر وورشات تتضمّن أحدث تقنيات الاتصال والاعلامية والتكنولوجيا الحديثة على غرار ما هو موجود في الجامعات العالمية المعروفة وبهذا توفر للطلبة إمكانية الحصول على شهادات معترف بها دوليا بالتنسيق مع مؤسسات عالمية رائدة في مجال تقنيات الاتصال والمعلومات والاعلامية (سيسكو، ميكروسوفت، لينوكوس، فورتينات..). أما عن الجانب الثقافي فإن تنوّع جنسيات الطلبة يمكن حسب محدثنا طلبة الجامعات الخاصة من التبادل الثقافي والتعايش مع عقليات جديدة إضافة الى الندوات والمحاضرات واللقاءات الفنية والرياضية التي تنظمها هذه الجامعات. وبغضّ النظر عن الاضافة التي قدمتها الجامعات الخاصة للساحة الجامعية الوطنية فلا أحد يشكّ في جسامة المسؤولية الموكولة للجامعات العمومية التي تبقى منبعا للكفاءات التونسية في شتى المجالات.