«الفايس بوك» صار ديوان العرب بل ديوان «التوانسة» الذين وجدوا فيه ملاذا لقتل الفراغ القاتل الذي يشكون منه. على «الفايس بوك» بإمكانك أن تكون كاتبا وشاعرا وفيلسوفا وصحفيا ومناضلا ومذيعا تبث ما شئت بل وتلعب دور بعض الاذاعات التي تتكرم على مستمعيها بما «يطلبه المستمعون» وتعتز بهذا الدور بل تعتبره من صميم العمل الاذاعي. «الفايس بوك» حرّر الافكار وأطلقها من عقالها دون أي التزام... حرية التفاهة مكفولة وأيضا حرية التعبير الرصينة وحرية التفكير بالصوت العالي. «الفايس بوك» وفّر الخبر لكن أي خبر... أنت تكتب وأنا أكتب ولا أحد يملك سلطان تقييم ما نكتب نحن نتنفس ونسبح وفينا من يحسن السباحة وفينا من يهوي مثل «الفأس» في أول محاولة للغطس! تلك هي ديموقراطية «الفايس بوك» التي لا تطالبك بشهادة تثبت أنك ملقح ضد الثلب وهتك الاعراض والتعبير بأسلوب بذيء وهابط والاعتراض هنا ليس على مضمون ما تبث بل على الاسلوب الرديء! إنها ديموقراطية الفايس! وفي ذلك فلينافس «المتفايسون» في «النات» والمتوجهون للناس... إنه الفعل الديموقراطي... فكّر أنت موجود «فيّس» فأنت موجود كن حرا فأنت على «الفايس» ولا تغفل عن الشجاعة فالرأي قبلها وكذلك المسؤولية هل كل من «فيّس» حرّ ومسؤول؟ أيها «المفيسون» على «النات». ليكن الفضاء للمعرفة والحرية والاضافة والتبادل الفكري الثري حتى لا يصبح «الفايس بوك» «فاسد بوك» ويلتحق بشقيقه «الفاسد فود»! أعني ال Fast food!