مواجهة اليوم بين النادي الصفاقسي وضيفه النجم الساحلي يمكن وصفها بالقمة التقليدية بين فريقين طالما صنعا الفرجة بفضل الزاد البشري من اللاعبين المتوفرين في الجهتين ولعل ابرز الاسماء في الوقت الحالي في صفوف الفريقين هما كمال زعيم من جهة النادي الصفاقسي ومحمد علي نفخة من جانب النجم الساحلي فالأول يقدّم عروضا قوية منذ بداية الموسم والثاني يبقى من اقوى الاسماء على الساحة رغم تأرجح مستواه مما يؤشر الى توفّر كل عوامل المواجهة المثيرة بين اللاعبين. «الشروق» كعادتها اختارت الوقوف عند تفاصيل هذا اللقاء داخل اللقاء بين اللاعبين من خلال التحليل الفني الذي يؤمنه المدرب القدير المنذر الكبير. زعيم «الجوكير» المبدع استرجع زعيم في الآونة الأخيرة كامل مؤهلاته الفنية، بعدما استعاد نكهة اللعب وأثبت للجميع انه لم ينته وهو الذي خرج من تجربتين احترافيتين من بارتيزان بلغراد والخور القطري يمكن ان نصفهما بالفاشلتين. المنذر الكبير، تحدث عن زعيم قائلا: «هو لاعب مفيد جدّا في النادي الصفاقسي نظرا لما يتمتع به من خبرة وقوة شخصية اكتسبها من قيادته لفريق في حجم الترجي في وقت من الأوقات... فنيا هو من طينة اللاعبين، الفنانين والمبدعين، يكتنز في رجليه مواهب تجعله يصنع الفرجة ويجد الحل لفريقه في الكثير من المناسبات. من سماته الفنية الدقة في التمريرة الأخيرة حيث يستطيع ان يضع المهاجمين في وضعيات سانحة للتسجيل بفضل رؤية شاملة وواضحة تمكنه من قراءة اللعب بشكل جيّد. هو لاعب يتميّز بالقدرة على التصويب من كل المسافات وهي خاصية مفقودة بعض الشيء في الكرة التونسية، مما يجعله صاحب المبادرة دائما وذلك انطلاقا من ثقته الكبيرة في نفسه وفي امكاناته، كما انه يمتلك خاصية أخرى يتميّز بها وهي التصويب دون ايقاف الكرة ودون ان يتوقف عن الركض وهذه الحركة تتطلب الكثير من «الصنعة» الكروية والليونة الجسدية، وعند القيام بها فهو يربك حسابات الدفاع المنافس ويباغت حارس المرمى لأنه يصوّب عندما لا يتوقع الجميع ذلك ما دام في حالة حركة مستمرة. هذه الفنيات مكنته ايضا من دقة التنفيذ في الكرات الثابتة.. في النادي الصفاقسي لاحظنا انه يميل في بعض الأحيان على الجهة اليمنى في حين يكون النفطي على الجهة اليسرى، هذه الطريقة وإن أعطت بعض التوازن الى تشكيلة النادي الصفاقسي الا انها قلّصت من نجاعة وخطورة كمال زعيم الذي يحبّذ الحرية في اللعب والتمركز في وسط الميدان المحوري للتمكن من التحرّك في جميع الاتجاهات وتمرير الكرات للمهاجمين وفتح زاوية التسديد عبر المراوغة وتشتيت التكتل الدفاعي للخصم. كمال ليس كاملا على جميع المستويات فبالرغم من كل هذه الامكانات فهو مازال في حاجة الى تطور أدائه خاصة على المستوى الهجومي اي مساندة الهجوم من خلال القدوم من الخلف وخلق التفوق العددي داخل مناطق المنافس وعدم الاكتفاء بالتمرير فقط، كما انه مطالب بتطوير أدائه على مستوى اللعب الفضائي واستعمال الضربات الرأسية بشكل جيد وإذا ما قام بتعديل مثل هذه النقاط سيكون كمال كاملا». نفخة «بيلدوزير».. قليل الانضباط كمال زعيم لن يهنأ هذا المساء براحة تامة في موقعه في وسط الميدان لانه سيجد امامه حصانة كبيرة في منتصف الملعب من قبل لاعبي النجم ولعل ابرزهم محمد علي نفخة هذا اللاعب الذي بدأ يسترجع امكاناته ومستواه المعهود بعد ان تذبذب أداؤه في بداية الموسم. المنذر الكبير ركّز على الخصال الفنية لمحمد علي نفخة قائلا: «هو من أحسن اللاعبين في تونس، في مركزي كلاعب ارتكاز سلاحه الأساسي قوته الجسدية وبنيته الجسمانية، الى جانب قوة العزيمة و«الشجاعة» وهو ما يجعله لا يخشى المنافسة او مواجهة الآخرين وعادة ما يكسب المواجهة (طول 1.81 متر ووزن 80 كلغ) فنفخة وبالرغم من موقعه كلاعب ارتكاز الا انه يتميّز بفنيات عالية، جعلته يميل الى النزعة الهجومية في الأداء وتقديم الاضافة الى الخط الأمامي وإدخال حركية مستمرة في وسط الميدان، فهو قادر على تقديم تمريرات دقيقة تضع المهاجمين في موقع مناسب للتسجيل كما يتميّز بخاصية التسديدات القوية والمؤطرة، باعتماد عنصر المباغتة، وفي بعض الاحيان يمكن ان نجده في موقع متقدم لإنهاء الهجمة ووضع الكرة في الشباك». «البعض يعتقد ان نفخة هو لاعب ذو نزعة دفاعية بحتة لكنه في الحقيقة عكس ذلك تماما فنزعته الهجومية قد تغلب على دوره الدفاعي في الكثير من الاحيان وهو ما يجعله يؤدي بالشكل الجيد عندما يلعب بجانب لاعب ارتكاز صاحب نزعة دفاعية مطلقة، وهو ما يعطي اكثر حرية لمحمد علي نفخة على مستوى الميدان فتتوفّر أمامه المساحات الكافية لتقديم الاضافة على المستوى الهجومي وفي اعتقادي ان مشكلة نفخة تكمن في عدم الثبات على نفس المردود بسبب فترات الفراغ التي يمرّ بها احيانا نتيجة لعدم التركيز على المستوى الذهني والعقلية التي تسبب بعض المشاكل للعديد من اللاعبين التونسيين لذلك فهو مطالب بمزيد التركيز على العمل فقط لأنه قادر على نحت مسيرة ذهبية بفضل امكاناته». نفخة اقرب للحسم وجود نفخة او كمال زعيم في اوج العطاء هذا اليوم سوف يكون حاسما في صالح فريق كل واحد منهما خاصة وأن منطقة وسط الميدان ستكون مسرحا للتصادم بين اللاعبين وقد قال المنذر الكبير عن هذه النقطة: «التشابه كبير بين اللاعبين زعيم يملك الفنيات والذكاء وكذلك نفخة تتوفر فيه نفس الخصال، غير ان المواجهة قد تحسمها الجاهزية البدنية لمتوسط ميدان النجم الذي يعطي بسخاء ويبذل مجهودات مضاعفة في وسط الميدان يمكن له من خلالها القيام بالسيطرة على هذه المنطقة وصنع الفارق لصالح فريقه.