إعداد سوف عبيد - بيت الحكمة 2009 صدر الكتاب بلا شك في غمرة احتفالات تونس بمائوية الشابي وهو مساهمة من معدّه في هذه التظاهرة. كتب تقديمه الدكتور عبد الوهاب بوحديبة الذي نوّه فيه بمجهود سوف عبيد في «البحث والتعليق» ونزّل فيه الكتاب في ظرفه. تصدر الكتاب بعد التقديم مقتطف من رسالة بعث بها الشابي الى صديقه محمد الحليوي وفيها يورد عنوان الكتاب «صفحات من كتاب الوجود» وهو العنوان الذي وضعه معدّ هذا الكتاب عنوانا له. وفي الكتاب أيضا مدخل الى قصائد الشابي النثرية كتبه سوف عبيد واستعرض فيه ثلاث مراحل قيلت فيها قصائد الشابي النثرية مرحلة أولى وسمها بالبدايات والثانية بالتجريب والثالثة بالتحوّل. ثم يلحق بهذا المدخل نص آخر عنوان «عودة الدّر الى معدنه» تحدث عن قصيد النثر باعتباره «أحد أهم مميزات الشعر العربي في القرن العشرين...» واعتبر أبا القاسم الشابي «رائد قصيد النثر في تونس» حيث أنه كتب قصائده الأولى فيه منذ سنة 1925 ضمن سياق انخراطه المبكر في المشروع التجديدي الذي بشر به بعدئذ في كتابه «الخيال الشعري عند العرب...» واستعرض النص مراحل قصيدة النثر عند الشابي ممّا اصطلح على تسميته القصائد المنسية الى أن أخذت طريقها الى النشر بعد مرور ستين سنة على رحيل الشاعر لمّا أقدم أبو القاسم كرو سنة 1994 على اصدار موسوعة ضخمة عن الشابي ضمّ المجلد الثاني منها قسما بعنوان «نثر الشابي ومواقفه من عصره» وتحدث النص اجمالا على كل الملابسات التي حفت بنثر الشابي عموما وبقصيدة النثر عنده واستعرض مواقف النقاد منها. ثم درس سوف عبيد بعد ذلك خمس عشرة قصيدة للشابي بدءا بقصيدة «بقايا شفق» وانتهاء عند قصيد «الذكرى» وعلق عليها وذكر بظروف نظمها واستخرج معانيها. وفي مرحلة لاحقة أورد الكتاب تلك القصائد الخمس عشرة النثرية وذكر مصادرها وانتهى بقائمة في أهم المراجع المستخدمة في البحث.