حضور كبير للذات... وانتصار لطموح الشابي توزر - الصّباح: عشية الثلاثاء الماضي وتحت خيمة فسيحة... وغير بعيد عن غابات النخيل الباسقة في ديار الجريد التونسي... كان اللقاء على امتداد أكثر من ثلاث ساعات مع عديد المدارس الشعرية العربية والتونسية للاحتفاء بشاعر «ارادة الحياة» أبي القاسم الشابي.. شعراء أحبوا الشابي فنسجوا أحلى القصائد... شعراء افتتنوا برومنسية ابن الجريد وشعراء عشقوا الوجود الذي عبّد طريقه الشابي... فكان الترنّم وكان الشدو وكان الوفاء والحب الكبير لأبي القاسم الشابي. جمهور غفير انتشى بالشعر العمودي والنثري وصفق أكثر من مرة للتعبير عن التجاوب... مدارس شعرية متنوعة وصور متعددة جمعت بين الأمل والألم... الحياة والخلود... النخوة والفخر... والأنوثة والعشق والطموح... حضرت آمال موسى ب«أنثى الماء» و«خجل الياقوت» وتغنت بوالدها بصوت ينضج أحاسيس وشفافية... وطاف سوف عبيد في أرجاء الحياة وطموحها وتشبثه بالأرض... وانتصر نورالدين صمود للقصيد العمودي برؤية فنية متطورة... وغنى المنصف المزغني شعرا... وقدم الصغير أولاد أحمد البعض من ذاته في نص نثري عابق بأريج الذكريات والتحدي... واعترفت فضيلة الشابي ببعض آلامها.. وشدّ جمال الصليعي الأنظار بقوة وصفاء صوته وهو يروي واقعا فيه معاناة وتحد واصرار... وحافظ عادل معيزي على توجهه الشعري الخاص به، وسما سميح القاسم بالشعر نحو الافق الرحب وهو يتغنى ويتحاور مع روح الشابي في قصيد ضمّنه الافتتان بسحر الوجود الذي صاغه صاحب ارادة الحياة منذ قرن من الزمن وقدمت وفاء العمراني البعض من شعرها الذي فيه من حياتها كامرأة نحتت وجودها الشعري الكبير بأظافرها... ولازم عبد المعطي حجازي لونه الشعري الذي عرف واشتهر به... وجمع الوفاء لمدرسة القيروان الشعرية بين المنصف الوهايبي ومحمد الغزي... مدرسة ذات نفس صوفي فيه متعة روحية وانتشاء خارق بالوجود. * * أكثر من ثلاث ساعات وفي مناخ طبيعي خلاب عمل عامر بوعزة على إضفاء طابع ابداعي في تنشيطه جعلت الجمهور الغفير يطلب المزيد... لم يرتو من معين الشعر... فهل تنتظم أمسية أخرى..؟