كالعادة ضرب نادي الاعلام الرياضي موعدا مع العمل التكويني والتأطيري من خلال استضافته في مفتتح السنة الدراسية المدرب الوطني المساعد الحبيب الماجري أول أمس الأربعاء. كالعادة تميّز طلبة النادي بحضورهم الكثيف وأسئلتهم المختلفة واستفساراتهم العديدة، وقد قوبلت هذه الأسئلة برحابة صدر المدرب الوطني رغم حساسية الظرف، وقد أجاب على كل الأسئلة. مباراة كينيا للنسيان في البداية تحدث الحبيب الماجري عن مباراة كينيا من حيث المستوى الذي فاجأ الجميع وأخافهم،وقد أرجع ذلك الى عدة عوامل أهمها الهدف المبكر للمنتخب الذي كان مفعوله عكسيا، مما جعل اللاعبين يسقطون في فخ استسهال المنافس وهو ما صعّب على المنتخب المباراة وحرم زملاء عصام جمعة من الترفيع في حصيلة الأهداف مما أدخل بعض الشكّ في اللاعبين وفي المحيطين به وتسرّب ذلك الى الجماهير. المشكل في الهجوم من أبرز الأسئلة التي وجهها الطلبة للمدرّب الوطني، تلك التي ركّزت على مشكلة العقم الهجومي في المنتخب وغياب النجاعة وقد أجاب الحبيب الماجري عن ذلك بالقول: «نحن نتبع تكتيكا هجوميا واضحا ويبرز ذلك من خلال اعتمادنا على ثلاثة لاعبي وسط يتمتعون بنزعة هجومية لمساندة عصام جمعة وهم الدراجي وبن سعادة وفهيد بن خلف اللّه ولكن المهم بالنسبة لنا هو تحقيق التجانس والانسجام بين الهجوم والوسط، لأن التكامل قد يمثل حلاّ هجوميا مهما للمنتخب. وأما بخصوص استعمال رأس حربة وحيد في الخط الأمامي قال الماجري: «المشكلة هنا تبدو أعمق لأن الأمر يتعلق بغياب قلب هجوم عصري وناجع في البطولة التونسية وهذا يعود بالأساس الى عملية المهاجم التونسي المبنية على التهرّب من المسؤولية وعدم القدرة على أخذ المبادرة الهجومية، ومن الأسباب الأخرى كذلك هو غياب «صناعة المهاجمين» وضعف التكوين القاعدي وعمل خاص بالمهاجمين. أغلقنا مخبر التجارب عدم وضوح التشكيلة وتواصل اختبار اللاعبين، كانت من أهم الأسئلة التي وجهت الى المدرب الوطني والذي أجاب قائلا: «بالنسبة لنا فإن معالم التشكيلة الأساسية واضحة من خلال العمود الفقري المتمثل في ثمانية لاعبين وهو نفس الأمر الذي ينسحب عن القائمة الموسعة للمنتخب». وأضاف الحبيب الماجري: »المشكل الأساسي يبقى في تذبذب مردود اللاعبين من مباراة الى أخرى إضافة الى مشكل التأقلم وضيق الوقت بالنسبة للعناصر الجديدة وهنا ذكر المدرب، مثال اللاعب الأسعد النويوي الذي يمثل قيمة ثابتة في ناديه وهو نجم من النجوم الصاعدة في الليغا الاسبانية، لكنه في حاجة الى المزيد من الوقت للتأقلم مع المجموعة. استعداد لمباراة الحسم في نفس السياق تحدث الحبيب الماجري عن التحضير لمقابلة الموزمبيق الذي سينطلق يوم الاثنين بجربة لتنطلق الرحلة بعد ذلك الى الموزمبيق يوم الأربعاء على الساعة منتصف الليل ثم يقوم بحصتين تدريبيتين يومي الخميس والجمعة، قبل المواجهة الحاسمة ضد الموزمبيق. وعن سبب اختيار مدينة جربة قال المدرب الوطني أن أسباب اختيار جربة هي عديدة منها أرضية الميدان التي تشبه أرضية ملعب مابوتو العاصمة الموزمبيقية، الى جانب الابتعاد عن الضغط الذي يمكن أن يسلطه الجمهور على اللاعبين خلال الحصص التدريبية، كذلك سهولة التنقل وتوفر الامكانيات كالأدوية والأكل. وتحدث الماجري عن نقاط ضعف منتخب الموزمبيق وهي خاصة ضعف الدفاع وبدرجة أكبر مدافعي الأروقة. كما علّق الماجري حول تعليق اللاعب الموزمبيقي الذي تحدث حول أحقية المنتخب النيجيري في التواجد في المونديال القادم على حساب منتخبنا وحول كلام الصحافة المصرية الاستفزازي والتي وصفت من خلاله مردود منتخبنا بالهزيل، واعتبرها محاولة للتشويش على اللاعبين والمنتخب وما علينا سوى الاجابة فوق الميدان والتركيز الكلي. لقاء ناجح يحسب لنادي الاعلام الرياضي بمعهد الصحافة وعلوم الاخبار بشهادة السيد الحبيب الماجري الذي عبّر من خلال إلقاء كلمة الختام عن سعادته بتواجده ضمن ثلة من صحافيي المستقبل مشيرا الى أهمية الاعلام في إنارة الرأي العام من خلال المصداقية والنزاهة في نشر الأخبار، ولم يبق لنا سوى الوقوف لتلبية نداء الوطن وتشجيع المنتخب في مقابلته أمام الموزمبيق يوم 14 نوفمبر القادم، وحظا سعيدا للمنتخب. محمد أنور الفطناسي (سنة رابعة إعلام رياضي معهد الصحافة وعلوم الاخبار)