فتح ضابط أمريكي من أصل فلسطيني كان سيرسل الى العراق، النار على عدد من الجنود الأمريكيين الذين كانوا يتلقون علاجا نفسيا استعدادا للخدمة في العراق او أفغانستان مما ادى الى مقتل 13 جنديا وإصابة 31 آخرين قبل ان تتم السيطرة عليه، في حادث غير مسبوق تشهده قاعدة «فورت هود» كبرى القواعد العسكرية الأمريكية. وأعلن الجيش الأمريكي الذي تحدث في البداية عن مقتل منفذ العملية الكومندان نضال مالك حسن ان هذا الطبيب النفسي العسكري نجا من الموت. وكان نضال ملك حسن يعالج الجنود الذين أصيبوا بصدمات في حروب بالخارج. دوافع الحادث وقال المتحدث العسكري الأمريكي الجنرال روبرت كون في مؤتمر صحفي «تحقيقاتنا جارية لكن التقارير الأولية تفيد ان من أطلق الرصاص شخص واحد وأنه لم يمت لكنه في وضع إيقاف وهو في حالة مستقرة». وأضاف كون ان المشتبه به أصيب بعدة رصاصات وهو لا يتحدث الى المحققين» وتحت إلحاح الصحفيين بالسؤال عن حالة المشتبه به قال كون إن «وفاته ليست وشيكة». وسئل كون هل ان اطلاق الرصاص حادث إرهابي فقال «لا أستبعد ذلك لكنني أقول إن الأدلة المتاحة لا تشير الى ذلك». وتابع كون ان منفذ العملية كان معه سلاحان احدهما نصف آلي، وقال انه لا دليل على أنهما سلاحان عسكريان. وأوضح المتحدث ان حفل تخرّج من كلية عسكرية لأكثر من 100 جندي كان يقام في قاعة اجتماعات على بعد امتار حين بدأ إطلاق النار وتحدثت مصادر من القاعدة ان نضال قد يكون صاح «الله أكبر» ساعة إطلاق النار. وأضاف انه بفضل سرعة استجابة الجنود فقد تمكنوا من إغلاق الأبواب المؤدية الى تلك القاعة التي كان بداخلها نحو 600 شخص. وأشار كون إلى أن الجنود لا يحملون أسلحة في القاعدة حسب ما تقتضي القواعد المتبعة، لكن الشرطة العسكرية وحراس الأمن مسلحون. مضايقات وضغوط وقال ابن عمّ مطلق النار ويدعى نادر حسن لشبكة «فوكس نيوز» التلفزية إن نضال تلقى أمرا بأن يقضي فترة خدمة في العراق وقد كان يقاوم هذا الأمر». وأضاف حسن أن ابن عمه مسلم ولد في الولاياتالمتحدة والتحق بالجيش بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، وعمل طبيبا نفسيا في مركز وولتر ريد الطبي للجيش في واشنطن، يعالج العائدين من الحروب ويحاول مساعدتهم في التغلب على محنتهم». وأكد حسن أن ابن عمه كان يتعرض للمضايقة من زملائه في الجيش بسبب أصوله العربية، وأشار إلى أنه عيّن محاميا عسكريا لمحاولة ايجاد حلّ للمشكلة والخروج من الخدمة العسكرية، لكنه استنفد كل السبل الممكنة دون جدوى، وكان قد عرف لتوّه أن هناك نيّة لإرساله إلى أرض المعركة في العراق مضيفا: «عرفنا خلال الأعوام الخمسة الماضية أن هذا كان أسوأ كابوس في حياته». وأكّدت السيناتور عن ولاية تكساس كاي بايلي هاتشستون أن نضال كان سيرسل الى العراق وأنه كان غير سعيد بذلك على الاطلاق. وأشار نادر حسن الى أن نضال لم يكن عنيفا، وأنه لم يكن يرغب في الذهاب الى ساحة القتال، ورجّحت مصادر ان يكون الحادث مرتبطا بغضبه على الحرب في العراق وأفغانستان. وأصدرت عائلته بيانا قدّمت فيه تعازيها لذوي القتلى والجرحى وأعربت فيه عن اعتزازها بالانتماء الى الولاياتالمتحدة. ووصف الرئيس الامريكي باراك أوباما الحادث بأنه «تفجر رهيب للعنف». ودعا أوباما مواطنيه الى الدعاء للجنود الامريكيين القتلى واصفا إيّاهم بأنهم «الأشخاص الذين ضحوا بحياتهم من أجلنا». وقال أوباما خلال مؤتمر بوزارة الأمن الداخلي الامريكي «إنه لأمر صعب ان نخسر هؤلاء الامريكيين الشجعان في معارك في الخارج لكنه امر مروع ان يتعرضوا لاطلاق نار في قاعدة للجيش على أرض امريكية».