لقي 12 شخصا مصرعهم وأصيب 31 في هجوم شهدته مساء الخميس 5-11-2009 قاعدة تابعة للجيش الأمريكي في ولاية تكساس حين فتح ضابط أمريكي يدعى نضال مالك حسن النار بشكل عشوائي على الجنود، بحسب قائد القاعدة.ولم تعرف بعد دوافع الهجوم الذي وقع في قاعدة فورد هود التي تعد أكبر قاعدة للجيش الأمريكي في العالم، وتستقبل عددا من الجنود الذين يعانون من الضغط النفسي إثر خدمتهم في العراق وأفغانستان، غير أن أحد أقارب نضال حسن ذكر أنه كان يتعرض لمضايقات في الجيش بسبب أصوله الشرق أوسطية. وبادرت منظمات إسلامية أمريكية إلى إدانة الهجوم، داعية في الوقت نفسه إلى عدم الربط بين هذا العمل الإرهابي وأي ديانة أو عرق على خلفية الهوية الشرق الأوسطية لمنفذ الهجوم، كما طالبت بتوفير حماية عاجلة للمساجد في الولاياتالمتحدة؛ خشية تعرضها لهجمات. وصرح الجنرال بوب كون قائد القاعدة أن الميجور نضال مالك حسن الذي أطلق الرصاص عشوائيا في القاعدة لا يزال على قيد الحياة، وأوضح أن مطلق الرصاص تصرف بمفرده ونقل إلى المستشفى و"حالته مستقرة" خلافا للمعلومات الأولية التي تحدثت عن مقتله. واستهدف الهجوم مركزا لإعداد الجنود يستعدون فيه لنشرهم في مناطق القتال، بحسب المصدر نفسه. غير أن شبكة "إن بي سي" نقلت عن جون كارتر عضو الكونجرس الأمريكي عن تكساس أن إطلاق النار وقع أثناء حفل تخريج داخل القاعدة التي توجد بها وحدات تضم جنودا عائدين من العراق. طبيب نفسي وقالت شبكة "سي إن إن" إن منفذ الهجوم هو ضابط برتبة ميجور في الجيش الأمريكي يدعى نضال مالك حسن ويعمل طبيبا نفسيا في القوات المسلحة. كما نقلت "سي إن إن" عن حاكم تكساس أن نضال مالك حسن يبلغ من العمر 39 أو 40 عاما وأنه استخدم مسدسين في الهجوم. وقال نادر حسن، أحد أقارب نضال مالك حسن، إنه كان يتعرض للمضايقة في الجيش بسبب أصوله الشرق أوسطية. وأضاف نادر حسن لشبكة فوكس نيوز: "كان يتعرض للمضايقة من زملائه في الجيش"، بسبب "أصوله الشرق أوسطية". وأشار إلى أنه "عين محاميا عسكريا لمحاولة إيجاد حل للمشكلة، وكان مستعدا لأن يدفع للدولة حتى يتمكن من الاستقالة من الجيش، لكنه كان قد عرف لتوه أنه سيرسل إلى إحدى ساحات القتال، ولم يكن يرغب في ذلك". وأوضح نادر حسن أن قريبه لم يكن يميل للعنف وولد ونشأ في الولاياتالمتحدة وأنهى دروسه في جامعة فيرجينيا للتكنولوجيا. وعقب الهجوم قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن إدارته تعمل مع وزارة الدفاع ومكتب التحقيقات الفيدرالية لكشف ملابسات الحادث. وطلب من مواطنيه الدعاء للجنود الأمريكيين قائلا: "إنهم الأشخاص الذين ضحوا بحياتهم لحياتنا"، و"من المروع أن يتعرض الجنود لهجوم داخل قاعدتهم العسكرية". تحذيرات من جهتها، بادرت منظمات عربية وإسلامية في الولاياتالمتحدة إلى إدانة الهجوم، محذرة من الربط بين "الإرهاب" وأي ديانة أو عرق، بحسب شبكة "بي بي سي". وفي بيان أصدره، قال مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير": إن "أي عقيدة سياسية أو دينية لا يمكن أن تبرر أو توفر عذرا لهذا العنف المجاني والأعمى"، كما أعلنت اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز في بيان أنها "مرعوبة" جراء الهجوم الذي وصفته "بالمحزن للغاية وليس له علاقة بدين أو بلون أو عرق أو بلد". وطالبت اللجنة في بيانها مكتب التحقيقات الفيدرالية "إف بي آي" بتوفير حماية عاجلة للمساجد في الولاياتالمتحدة والمراكز المحلية والمدارس التي تتواجد في مناطق تعرف بالتواجد المكثف للعرب والمسلمين والسيخ والسكان المنحدرين من مناطق جنوب آسيا. كما أكدت تسجيل ردات فعل سلبية بعد وقت قصير من وقوع الهجوم، محذرة من توجيه اللوم للأغلبية البريئة نتيجة لتصرفات عدد قليل من الأفراد. وتعرض المسلمون في الولاياتالمتحدة لردود فعل سلبية متنوعة عقب اعتداءات 11 سبتمبر 2001. ووقع الهجوم في الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر بالتوقيت المحلي في مركز طبي داخل القاعدة، وأشار متحدث عسكري أمريكي إلى أن هجوما ثانيا وقع بالقرب من مسرح داخل القاعدة العسكرية. وقال مصدر بوزارة الأمن الداخلي الأمريكية لوكالة فرانس برس إنه من المبكر جدا تحديد ما إذا كانت دوافع الهجوم إرهابية أم لا، وكشف عن اعتقال شخصين آخرين يشتبه في تورطهما في الهجومين. وتقع قاعدة فورت هود بالقرب من مدينة كيلين في ولاية تكساس، وتعد أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في العالم والمنشأة العسكرية الوحيدة في الولاياتالمتحدة من بين 97 قاعدة أمريكية القادرة على تزويد الجيش الأمريكي بفرقتين مدرعتين كاملتي العدد والعدة، هما فرقة الفرسان الأولى، وفرقة المشاة الرابعة. وتقع القاعدة على مساحة 878 كيلومترا مربعا وتضم أكثر من 65 ألف عسكري، إلى جانب عدد من العاملين المدنيين وأفراد العائلات. وشهدت أكبر عدد من حالات الانتحار مقارنة مع غيرها من القواعد الأمريكية، وذلك منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 بلغ مجملها 75 حالة في يوليو 2009. وقد وقعت تسع من هذه الحالات في 2009 منها حالتان في مناطق العمليات العسكرية خارج الولاياتالمتحدة. وكالات - إسلام أون لاين.نت