في ختام اجتماع (الأيكان) مجلس مؤسسة الانترنات للأسماء والأرقام المخصصة يوم الجمعة 30 اكتوبر 2009 في مدينة سيول بكوريا الجنوبية،وافق كما هو معلوم مجلس ادارة (الأيكان) على الخطة التنفيذية لتطبيق اسماء نطاقات المستوى الأعلى لرموز الدول وهذا القرار يعني ببساطة ان الدول التي لغاتها الرسمية غير الانقليزية وتحديدا اللغات التي لا تعتمد على الأحرف اللاتينية (الالمانية والسويدية والعربية وغيرها) سيكون بامكان هذه الدول الحصول على نطاقات عليا تمثل اسماءها بلغاتها المحلية، فعلى سبيل المثال سيكون لدول كالصين والهند والدول العربية وغيرها اسماء نطاقات بلغاتها الرسمية، ونص القرار على ان تبدأ (الأيكان) في تلقي طلبات الدول التي ترغب في الحصول على نطاقاتها العليا بدءا من يوم 16 نوفمبر 2009 ... وبخصوص ماذا يعني هذا الموضوع، وما هو اثره على الانترنات بشكل عام وعلى استخدام الانترنات في العالم العربي بشكل خاص اتصلنا بالعالم التونسي محمد الأوسط العياري للرد على الاسئلة العالقة بحكم خبرته الطويلة في هذا المجال ... ولقد أجابنا مشكورا مباشرة من امريكا وقال : «لقد حل بنا العصر الرقمي، مفشيا المعلومات ومقربا المسافات لتصبح المعرفة في متناول الجميع وتتغير طرق العمل والتعلم بسرعة لم تكن منتظرة وها نحن نرى العديد من القطاعات مثل التجارة وادارة الأرزاق والعمل الاداري والتعليم والاعلام والاتصالات .. تعتمد اليوم اكثر فأكثر على شبكة الانترنت. خطوة تاريخية وان عناوين الانترنت تسمى ايضا اسماء النطاقات او اسماء المواقع في المصطلحات الفنية بلغات غير لاتينية الأصل اصبحت ممكنة عقب موافقة مجلس مؤسسة الانترنت للأسماء والأرقام المخصصة Internet Corp. for Assigned Names numbers ICANN على مشروع «المسار السريع لبعث تصميم اسماء النطاقات الدولية» وجاء هذا القرار خلال مؤتمر الهيئة السنوي في سيول بكوريا الجنوبية 26-30 اكتوبر 2009. وعلى ذلك فان ادخال احرف غير لاتينية يمثل اكبر تغير تقني على شبكة الانترنت منذ انشائها قبل اربعة عقود. في الوقت الراهن تقتصر عناوين الانترنت على احرف لاتينية ومشروع المسار السريع هو الخطوة الأولى في ادخال 100000 حرف ورمز جديد من لغات العالم لعناوين شبكة الانترنت ولكن بداية من 16 نوفمبر 2009 سوف تسمح مؤسسة الانترنت للدول والاقاليم بتقديم طلب لحجز اسماء يعكس اسمها - وتتكون من حروف لغتهم الوطنية (مزيد من المعلومات من برنامج المسار السريع متاح على شبكة الانترنت على العنوان التالي : (http:www.icann.org/en/topics/idn/fast-track/ واني ارى ان في استعمال اللغة العربية في تسمية العناوين في شبكة الانترنت خطوة تاريخية في اتجاه تكريس استعمال الانترنت وتوفير المعلومات للانسان العربي وفي نفس الوقت يمثل هذا التحول تحديا جديدا يجب التطرق اليه في الابان وذلك بارساء المعايير العملية الصحيحة واللازمة في استعمال الأسماء التي تعكس الدول والأقاليم العربية والمصطلحات في استعمال تمدد الأسماء. مسائل هامة وأرى أن هناك العديد من المسائل الهامة التي تطرح اليوم وسيكون للخيارات والاتجاهات التي تأخذ التأثير البليغ على القطاعات الحياتية في البلاد العربية مستقبلا هذا هو يوم الخيارات والاتجاهات الخاطئة سوف تؤدي الى نتيجة ترادف التجربة العربية مع الثورة الصناعية. وبالتالي هل هنالك تصورات في خصوص الأسئلة التالية : (يتساءل محمد الأوسط العياري) : (1) هل هناك حاجة لعكس اسم الاقليم او البلد كلما ادخلنا عنوانا عربيا؟ (2) هل هناك حاجة في استعمال مصطلحات موحدة في تمدد الأسماء في العناوين العربية كما هو الشأن في استعمال «edu.com.org» لاظهار صيغة الموقع ان كان تجاريا ام جامعيا الخ ؟ (3) هل يجب ان تكون اسماء النطاقات العربية موحدة لأسباب عدة منها الأسباب الاقتصادية والتعامل التجاري والتعليم والثقافة وتبادل الأراء والخبرات؟ المقصود هنا هو هل من المجدي ان تكون العناوين العربية على سبيل : موقع صيغة او على سبيل موقع صيغة بلد ؟! ويجيب : من البديهي ان ترسى الاَليات الصحيحة لادارة القطاع العام لشبكة الانترنت على المستوى العربي لتمكين المجالات المختلفة من تفجير طاقاتها بدون حدود او قيود في نطاق القوانين و القيم الاجتماعية. ومن الناحية العملية نوصي بما يلي : (1) أن لا تسارع الاقطار العربية فرادى في تطبيق ما اقترحته ايكان (ICANN) ابان حلول 16 نوفمبر بل يجب التمهل حتى تتشاور في بعث نظام موحد يستجيب لمتطلبات المستقبل في البلاد العربية. (2) عدم الزج بهذا القطاع في غيابات الادارة وتمكين الأجيال الصاعدة من الفنيين في هذا الميدان من الأخذ بزمام الأمر. (3) يجب ان ننسق بسرعة على المستويات العلمية والفنية بكل استقلالية وتجرد من التبعيات الاقليمية والايديولوجية وان منظمة الشاهد الدولية مستعدة لأن تكون الوسيط لتوفير الاطار المستقل اللازم لجميع من يهمه هذا الأمر في البلاد العربية للتشاور. اخيرا ليس هناك سبيل لاستعمال عناوين غير عربية في البلاد العربية فلقد ثبت ان تعلم اصول المسائل يجب ان يكون بلغة التلميذ الأولى وان تعميم الشبكة لن يقع بلغة اخرى وهذه ليست دعوة للانغلاق في شبكة عربية بالعكس بل يجب ان يكون هنالك تصور لشبكة بدون حاجز لغوي، هذا ممكن والدليل في التجربة الأوروبية، وهذا ايضا اختبار حضاري سوف يسلط الأضواء على العرب.» خلاصة القول ان اتاحة اسماء نطاقات بلغات مختلفة هي خطوة مهمة للتغلب على أحد الحواجز اللغوية التي يمكن ان تعيق البعض في استخدام الانترنات، وما على العرب الا التوحد والاتحاد وتوحيد المصطلحات في جميع المجالات حتى يمكن استغلال الانترنات على نحو يساهم في تقدم العرب علميا وتكنولوجيا وطبيا، واقتصاديا مثلما هو الشأن لاوروبا الموحدة! ومعلوم ان 9 دول عربية الى حد الاَن اعربت عن استعدادها في الحصول على اسم نطاقها العربي وهي تونس والجزائر والمغرب وليبيا ومصر وسوريا والأردن والسعودية والإمارات.