كشفت مصادر قريبة من التحقيق في حادثة إطلاق النار في قاعدة «فورت هود» الامريكية أن نضال مالك حسن الضابط الأمريكي المتهم الأول بتنفيذ العملية لم يكن منتميا الى مجموعة إرهابية، فيما تحدثت تقارير عن أن نضال ودّع جارته المسيحية وأعطاها نسخة من القرآن الكريم قبل 4 ساعات من توجّهه الى القاعدة حيث فتح النار على عدد من الجنود. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الامريكية عن المحققين الذين رفضوا الكشف عن هوياتهم قولهم إنهم يعتقدون أن نضال (39 عاما) تصرف من تلقاء نفسه، لكنهم يواصلون البحث عن «الدافع» الذي جعله يفعل ما فعل. لا دليل على «الارهاب» وقالت الصحيفة: «لم يعثر المحققون على دليل يثبت أن نضال كان جزءا من مؤامرة إرهابية لكنهم يبحثون عما يثبت أنه كان سيقوم بعملية انتحارية متطرفة» حسب تعبير الصحيفة. وأضافت الصحيفة أن مصادر تحدثت عن أن تحليلا دقيقا لجهاز الحاسوب الذي يملكه نضال أظهر أنه شاهد العديد من المواقع الالكترونية التي تؤيد «نظريات متطرفة» وأنه تبادل رسائل مع أشخاص متطرفين موضحة أنه كتب مقالات تشجع على القيام بعمليات انتحارية تمهيدا لنشرها على الانترنت إلا أن الصحيفة الامريكية أشارت الى أن هذه المعلومات لاتزال تحتاج الى تأكيد. وقد استعاد نضال أمس عافيته وبدأ يُدلي بأقواله للمحققين. في غضون ذلك أعلن رئيس لجنة الأمن الداخلي لمجلس الشيوخ الامريكي أن الكونغرس يبحث التحقيق في حادثة «فورت هود». وقال السيناتور الامريكي اليهودي جو ليبرمان الذي يرأس لجنة الكونغرس لشؤون الامن الداخلي إنه يريد معرفة ما اذا كان الهجوم «عملا إرهابيا» وفي ما اذا كان الجيش فشل في ملاحظة ما يشير الى اعتناق نضال مبادئ متطرفة. وأضاف ليبرمان أنه في حال أبدى نضال مؤشرات لامكانية تحوّله الى «راديكالي» كان على الجيش أن يشرحه. وقال رئيس أركان سلاح البر الامريكي الجنرال جورج كيسي إنه «من الضروري أن نشجع جنودنا والمسؤولين الذين قد يكونون على علم بأية تفاصيل عنه على تقديم هذه المعلومات الى المحققين». ونشر قسم التحقيقات الجنائية التابع للجيش أمس الاول رسالة تدعو المدنيين والعسكريين الذين كانوا موجودين في مكان الحادثة الى تسليمه «أي عنصر مادي يمكن أن يستخدم» لمساعدة التحقيق. سر زيارة الجارة وفي سياق كشف حيثيات عملية «فورت هود» ذكر تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» الامريكية أن نضال وفي حوالي الساعة التاسعة مساء من يوم الخميس الماضي ذهب الميجور نضال حسن لزيارة احدى جاراته في شقتها بالمبنى العتيق الذي يقع على أطراف المدينة، وكان ذاهبا ليودعها. وأضاف التقرير: «كان حسن وجارته اعتادا على الجلوس معا على مقاعد بلاستيكية في الممر الذي يقع أمام شقتها في الطابق الثاني، وقد كانت جارته مسيحية وهو مسلم لكنهما كانا يشربان معا القهوة ويتحدثان حول «الله». وفي آخر لقاء قال نضال لجارته إنه سيسافر الى أفغانستان في وقت قريب رغم إرادته، وأعطاها نسخة من القرآن وقال لها «سأذهب لأقوم بعمل طيب من أجل الله» ثم هبط الدّرج ومر عبر الفناء العشبي واستقل سيارته وقادها حتى قاعدة «فورت هود» وبعد أربع ساعات كان نضال يطلق الرصاص على مركز إعداد الجنود وهو في حالة من الهيجان مما أسفر عن مقتل 13 شخصا وجرح العشرات في أسوإ حادث إطلاق نار تتعرض له منشأة عسكرية أمريكية على الاطلاق.