بقلم: محمد علي الجامعي (مدنين) ان البعض من رموز الحركة الوطنية من أمثال المرحوم المناضل الكبير السيد عبد العزيز بوراوي يعدون من المقاومين المجاهدين الذين لا يختلف نضالهم وكفاحهم عمن كانوا بالجبال يخوضون المعارك مع المستعمر وجها لوجه. ذلك أن هذا الرجل مارس النضال النقابي الحشادي الذي هو مزيج من نضال الحزب الحر الدستوري التونسي كمسؤول يخطط مع الحزبيين للمعركة الحاسمة وكمؤطر نقابي بارع عاش النضال النقابي النقابي وعايش النضال النقابي الحزبي الذي من أجله استشهد فرحات العظيم وغيره كثيرون. ثم واصل العمل بعد الاستقلال في فترة انتقالية فيها الحلو والمر كما هو الشأن بالنسبة لكل فترة انتقالية. ولا شك ان هذه الفترة او المرحلة مرت بعديد الصعوبات وان صفاقس التي احتضنت مؤتمر الحزب الحر الدستوري التونسي في نوفمبر 1955 في أصعب مرحلة يعرفها من عاشها توالت عليها التدخلات مشرقا ومغربا وحيكت خلالها الدسائس والمكائد من كل صوب وحدب لامكانية عرقلة المسيرة النضالية في أدق محطة من محطات النضال. ولولا حكمة القيادة بزعامة الراحل بورقيبة ومن معه من رجالات الحركتين الحزبية والنقابية لوقع لنا في تونس ما وقع ويقع منذ 60 سنة في الشرق. أقول ذلك لمن أراد أن يذكر أو اراد شكورا وخاصة الشباب حتى يتذوقوا طعم الحرية ويعرفوا مقدار ثمنها ولكي تطلع الأجيال المتعاقبة على هذا البلد الأمين وتعرف صمود الرجال الذين من بينهم السيد عبد العزيز بوراوي وأمثاله من المناضلين الأشاوس. ومن يتحدث عن بوراوي يتحدث عن نضال صفاقس الذي لا ينبغي ان تنسى الذاكرة فرحات والهادي شاكر واحداث 5 أوت 1945 التي جرح فيها الحبيب عاشور والمؤتمر الآنف الذكر والى المناضل علي بن خليفة النفاتي كما لا ننسى وأنا أتحدث عن صفاقس مقولة الزعيم بورقيبة الشهيرة التي يقول فيها (اذا جئت صفاقس ينشرح صدري). وفي مساهمتي المتواضعة هذه أردت أن اطمئن الأخ ثامر بوراوي نجل المناضل من ان مناضلي صفاقس الذين من بينهم والده المرحوم عبد العزيز بوراوي كان لهم الفضل لا في انجاح المؤتمر فقط بل في انجاح تونس وهذا واقع لابد للمؤرخين الصادقين ان يعيروه كبير اهتمامهم ما دام يوجد على الساحة من عاش العديد من المحن من مختلف أنحاء الجمهورية. وبما أن مداخلتي هذه تتعلق بالمناضل عبد العزيز بوراوي الذي عرفته عن قرب سواء داخل الحركة النقابية أثناء تحملي مسؤولية الكتابة العامة بمدنين حين تكوين الاتحاد التونسي للشغل اثر إقصاء السيد احمد بن صالح ولي معه ذكريات حلوة أتذكر منها ما دار بيني وبينه بداره وبدار شقيقه نور الدين بوراوي حين جاءني رفقة عامر بن عائشة المندوب الحزبي بصفاقس لينبهني ويوصيني برد البال عن نفسي من خبث محافظ الشرطة الحبيب بن قمرة خوفا علي من مكائده فضحك لما وجدني من أهل مكة الذين هم أعرف بشعابها بعدما أشعرته بأن هذا الأخير عرفته في مدنين قبل ان يجيء الى صفاقس. كما عرفت السيد عبد العزيز بوراوي بمعية الحبيب عاشور الذي أحببته كثيرا هو الآخر لصدق نضاله فرحم ا& بوراوي ورحم ا& كل المناضلين الذين فارقونا بعد ان تركوا بصماتهم في تاريخ تونس المجيد.