لقد عرف الفقيد طوال حياته النضالية والنقابية بالصدق والتفاني والاخلاص في خدمة المجموعة الوطنية على المستوى الحزبي والنقابي وساهم في المعارك المتواصلة ضد الاستعمار ونال نصيبه من الاضطهاد وتقاسم مع زملائه في الكفاح الوطني ويلات المحنة في الدفاع عن تردي وانتشار الفقر والخصاصة بين الطبقات الشعبية مما جعله عرضة لملاحقة الجندرمة والزج به في السجون جراء انتسابه للحزب الحر الدستوري سنة 1937 بمدينة صفاقس وهو في عنفوان شبابه اذ شارك منذ ذلك الوقت في العديد من المظاهرات المناهضة للاستعمار. ونظرا لما يتمتع به من سمعة طيبة، اشرف شخصيا على جمع التبرعات لفائدة العائلات المنكوبة اثر حوادث معركة 5 أوت 1947 حيث اضرب العمال وتظاهروا ضد السلطة الاستعمارية وحصل اصطدام دموي جرح فيه المناضل الحبيب عاشور كما دافع عن وضع الفلاحة وعمالها بتحمسه للقضية التونسية والاستعداد للتضحية في سبل الوطن. كان الفقيد رحمه الله مثال الالتزم بمبادئ الحزب والمناضل المنضبط المتفاني في خدمة البلاد والمصلحة العامة . ولد المغفور له عبد العزيز بوراوي بولاية صفاقس المناضلة في 26 فيفري 1920 وانخرط بايمان وحماس في الحزب منذ شبابه بشعبة العالية بولاية صفاقس، وهو من العناصر الدستورية العاملة واحد رفقاء درب المرحوم المناضل الهادي شاكر الذي كلف الفقيد بتكوين فرقة للمقاومة ضد المستعمر سنة 1952 الشيء الذي جعله عرضة للتتبعات واجبره على اخذ الاحتياطات اللازمة لحماية نفسه من الاغتيالات التي طالت الزعماء وكانت السلطات الاستعمارية تعده من الدستوريين الحركيين المعروفين بحماسهم الكبير واقدامهم على التضحية والفداء فألقي عليه القبض في مارس 1952 وحكمت عليه المحكمة الفرنسية ب 3 سنوات وشهرين سجنا مع النفاذ قضى منها شهرين بسجن صفاقس ثم نقل الى السجن المدني بتونس فالسجن المدني بباردو ثم السجن العسكري بالقصبة. واثر خروجه من السجن تكثف النشاط النضالي للمرحوم عبد العزيز بوراوي. كان المرحوم مقتنعا بضرورة وقوف الحزب الى جانب الانتفاضات النقابية التي كانت تطالب في ذلك الوقت بالحقوق والمساواة واصبحت فيما بعد جزءا لا يتجزأ من الحركة الوطنية التي سيكون لها شأن في المعركة الحاسمة وكان باتصال دائم مع المناضلين للتأكيد على ضرورة تكوين خلايا المقاومة لكسب الوقت جعلته مهددا بحكم الاعدام ولكنه اسعف فيما بعد بحلول اتفاقيات الاستقلال الداخلي. وهكذا تدرج المغفور له عبد العزيز بوراوي من كاهية رئيس شعبة صفاقسالمدينة 1955 1957 وصار مسؤولا نقابيا في نفس الوقت ثم عين مندوبا للديوان السياسي بقفصة 1958 1959 فمندوبا للديوان السياسي بتونس والاحواز 1960 1963 ثم عضوا بلجنة التنسيق الحزبي بتونسالمدينة كما انتخب الفقيد عضوا بمجلس الامة على دائرة صفاقس 1964 1969 و1969 1974. وبالاضافة للنشاط الحزبي كان الفقيد من اول مؤسسي اتحاد النقابات المستقلة بالجنوب التونسي نوفمبر 1944 كما ساهم الى جانب الزعيم فرحات حشاد في تكوين الاتحاد العام التونسي للشغل. لقد شهد المرحوم انبعاث العهد الجديد وكان سندا لرجل التغيير سيادة الرئيس زين العابدين بن علي الذي حقق المصالحة بين النقابيين وامن باختياراته التي تجسمت على ارض الواقع وحققت من الامنيات ما كان يصبو اليه وبالخصوص الامن والاستقرار والمكانة المرموقة بين الدول التي عرفتها تونس العهد الجديد في ظل القيادة المتبصرة لصانع التغيير سيادة الرئيس زين العابدين بن علي وتقديرا لهذه المسيرة النضالية الطويلة حظي الفقيد بعناية ورعاية سيادة الرئيس زين العابدين بن علي الذي شمله بعطفه وشرفه بالتكريم من خلال توشيح صدره في مناسبتين الاولى سنة 1987 باسناده وسام الجمهورية والثانية في افريل 1988 باسناده وسام السابع من نوفمبر والفقيد يحمل الصنف الثاني من وسام الاستقلال.