أكدت مصادر فلسطينية مطلعة أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ربما يلجأ الى ترك منصبه في «الرئاسة» ومنظمة التحرير وحركة «فتح» وهو ما قد يجعل اسرائيل «وجها لوجه» مع «حماس» التي أكد أحد كبار قادتها ورئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز الدويك استعداده لتولّي السلطة إذا استقال أبو مازن. ونقلت صحيفة «القدس العربي» في عددها أمس عن المصادر قولها إن عباس أبلغ في ساعة متأخرة من ليلة الاثنين الماضي من خلال قنوات اتصال فلسطينية وعربية بفشل لقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي بالرئيس الامريكي باراك أوباما في البيت الابيض بعد أن عجز أوباما عن إقناع نتنياهو بتقديم «خطوات إيجابية» تساعد على استمرار مسيرة التفاوض وثني عباس عن قراره بالتنحّي. «تصميم» عباس وأكدت المصادر أن تصميم عباس على الاستقالة ازداد بعد فشل لقاء نتنياهو وأوباما الذي قال إن عددا من المسؤولين العرب والفلسطينيين كانوا يعقدون عليه آمالا كبيرة من خلال قيام الوسيط الامريكي بالضغط قليلا على اسرائيل. وتوقعت المصادر أن يغادر عباس مناصبه القيادية في منظمة التحرير التي يرأس لجنتها التنفيذية وكذلك في رئاسة حركة «فتح» للتحرر من أي مسؤولية تضعه من جديد في دائرة التفاوض حيث يقع على عاتق منظمة التحرير وليس السلطة الفلسطينية التفاوض مع اسرائيل كما توقعت المصادر أن تنهار مؤسسات السلطة بمجرد إعلان عباس استقالته... وكان نبيل أبو ردينة، الناطق باسم الرئاسة قد صرح بأن الفراغ السياسي سيزعزع استقرار المنطقة عاجلا أم آجلا وحذّر من أن انهيار عملية السلام سيضع مصير كيانات إقليمية في مهب الريح... نوايا أمريكية في الاثناء قال رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز الدويك «إنه يحس بأن الامريكيين يريدون التخلّص من عباس وهو ما دفع في رأيه أبا مازن الى «استباقهم» بالاعلان عن عدم ترشيح نفسه للانتخابات القادمة» مشيرا الى صدور العديد من المؤشرات الامريكية التي تؤكد أن هناك قرارا بالتخلص من عرفات مثل تصريح وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بأنها ستتعامل معه بأي صفة يحملها. وحول إمكانية أن يتولّى الدويك رئاسة السلطة في حال أقدم عباس على الاستقالة من منصبه قال الدويك: «الحقيقة أن القانون الاساسي الفلسطيني (الدستور) واضح وهو أن رئيس المجلس التشريعي سيقوم بمهام الرئيس إذا استقال لمدة 60 يوما تجري بعدها الانتخابات... ولكنني أتمنى ألاّ تتم تلك الخطوة».