كشف الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك عن جوانب جديدة في علاقته بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين وعن برنامجه لتسليح العراق وكيف نصحه الرئيس الشهيد بعدم منح اللجوء لآية الله الخميني وذلك في كتاب مذكراته الذي صدر نهاية الأسبوع الماضي. والذي اعترف فيه بارتكاب فرنسا لجرائم عدة بحق الجزائريين في الحقبة الاستعمارية. وعرض شيراك في مذكراته اسرارا قال انه لا يعرفها الكثيرون ومنها ان صدام حسين الذي طرد الامام الخميني من منفاه العراقي نصح شيراك عبر رسالة من سفيره في باريس بألا يمنح اللجوء للامام الخميني وكان تحذيره كالتالي : «احذروا جيدا، لأن ما سيصرح به في فرنسا سيكون له صدى دولي مدوّ، . صدام قتل بوحشية ولاحظ الرئيس السابق شيراك انه قرر بعد سنوات قطع كل علاقاته الشخصية مع صدام لكن هذا لم يمنعه من الاحساس بالصدمة مع النهاية التي اختيرت له قائلا «هذا الاعدام الليلي الذي تم تنفيذه بنفس الوحشية التي اتهم باقترافها والتي من اجلها تمت ادانته» وكأنه يخاف ان يلام على علاقاته مع الرئيس الشهيد بسبب الاتهامات التي «سمعتها» عنه يكتب شيراك قائلا : «ابتداء من سنة 1974 ازداد التبادل الصناعي والعسكري بين البلدين، ففي اكتوبر استقبلت صدام حسين بذراعين مفتوحتين من أجل التفاوض حول صفقات جديدة وعلى الرغم من أنه وصل الى السلطة عبر طرق عنيفة فان المسؤول العراقي الذي كان يتمتع بشعبية كبيرة في العالم العربي لم يكن يعتبر من الزعماء المنبوذين في العواصمالغربية». ولأن صدام كان يود الخروج من الوصاية السوفياتية «راهن على فرنسا كي تساعده على تقوية استقلال بلده وبذل مجهودا كبيرا من أجل التعبير عن صداقته لي». ويذكر شيراك زيارة صدام حسين الى فرنسا في سبتمبر 1975 والتي كانت ناجحة الى درجة ان الرئيس صرح حينها «ان فرنسا على استعداد لأن تقدم للعراق رجالها وتكنولوجيتها وقدراتها». حساسية خاصة ويزخر كتاب شيراك بالكثير من التفاصيل المثيرة عن علاقته بالعالم العربي التي بدأت بالفترة التي قضاها في الجزائر حيث كان عليه ان يمضي فيها الخدمة العسكرية ويقول : «كانت لدي حساسية خاصة تجاه المشكلة الجزائرية لأني حاربت في الجبال من افريل 1956 الى جوان 1957قبل تعييني موظفا في مقر الحكومة العامة في الجزائر العاصمة». ويضيف قائلا : «لم نكن نستحق ان نهزم، وعلى كل حال فنحن لم نهزم» وحول الجرائم التي ارتكبتها فرنسا في حق المدنيين الجزائريين في تلك الفترة قال شيراك انه لم يقترف شخصيا اي عنف او اعتداء على المدنيين وانه لم يحضر أبدا مشاهد التعذيب مضيفا : «الشيء الوحيد الذي يمكنني قوله بيقين هو أني لم أكن أبدا شاهدا على هذا النوع من التعذيب في القطاع الذي اشتغل فيه ... وهو لا يعني ان هذا النوع من التعامل لم يكن موجودا». ويستحضر شيراك في هذا الصدد اعترافات قدماء المجاهدين بأنه كان يحترم الشرف العسكري بعيدا عن جرائم وفظاعات الفرق الفرنسية الأخرى.