1 تجاوبا مع مع احتفالات «بيروت عاصمة عالمية للكتاب» نظمت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث أمسية ثقافية «عميقة الدلالات والاضاءات» على حد عبارة صحيفة «السفير» اللبنانية حضرها عدد كبير من الديبلوماسيين والمثقفين اللبنانيين. هذه الأمسية أكدت من جديد ان صداقة الشعر هي أرسخ الصداقات واجملها، واكدت على وجه الخصوص، ان القصيدة هي اقصر الطرق الى قلب الانسان وعقله. 2 ينهمر المطر غزيرا على بيروت ترفض أن تحتمي بمقهى او فندق تصر على السير قدما في شوارع لا تعرف منتهاها تستلذ السير تحت الماء تتقرّى باب مسجد او حجارة دير قديم تنظر الى البحر يطوق خاصرة الأرض والى الموج يرتفع حتى عتبات البيوت لكأنك تريد ان تتأكد انهم لم يستطيعوا رغم كل ما فعلوا أن يغيروا من عادات بيروت، و سلوكها 3 قال لي : علينا ان نربي الحلم لانه كلما تراجع الحلم، طفت على السطح كوابيس الطائفية 4 ماذا تكون صباحاتنا دون صوت فيروز؟ 5 قال شوقي بزيع وهو يحتفي بالوفد التونسي : «بين لبنان وتونس تناظر في الجغرافيا والتاريخ فلو أخذنا خارطة المتوسط وطويناها لوقع فم تونس على بيروت، او فم بيروت على خد تونس 6 قال المتنبي وعقاب لبنان وكيف بقطعها وهو الشتاء وصيفهن شتاء لبس الثلوج بها على مسالكي فكأنها ببياضها سوداء وكذا الكريم اذا اقام ببلدة سال النضار بها وقام الماء 7 لا أقول ان الشابي منحدر من سلالة جبران بل اقول ان الرجلين ينتميان الى سلالة واحدة، هي سلالة الشعراء الكبار الذين لجموا الماضي وحدّوا من اندفاعه واتاحوا للحاضر ان يكون. لقد كان شعرهما خروجا عن منطق الدهر والجواهر الثابتة وانتسابا الى منطق التاريخ والاعراض المتحولة لهذا عقدت اعمالهما مصالحة بين عالمين ما فتئت في الثقافة العربية يتباعدان، عالم النص، ونص العالم. 8 كلما سمعت صوت فيروز يرتفع في فضاء بيروت سربا من الطير ابيض، اخضر، ازرق قلت ما اكرم لبنان فقد اعطى واجزل العطاء 9 كل مساء تأخذ بيروت البحر بين يديها تتملّى في وجهها وخصلاتها ثم تهبط الى الشارع بكامل زينتها 10 قال : هذه التي تراها الآن هشة كقطعة سكر لبست ذات يوم زي المقاتل ودحرت اعداءها بيروت وردة لكنها وردة ذات مخالب وأنياب 11 في مستهل الأمسية قدمت الباحثة التونسية نجوى القسنطيني قراءة للابداع النسائي في تونس. هذه القراءة كانت حفرا في طبقات هذا الابداع واستنطاقا لصوره ورموزه وافصاحا عما تكتم من اسئلته. واحتفاء الحاضرين بهذه القراءة يؤكد ان القراءة الأكاديمية قد تكشف في النص عن مناطق لا تدركها القراءات النقدية الأخرى لا شك أن في انعطاف الجيل الجديد من الباحثين على الأدب التونسي بالنظر غنما للأدب والنقد في اَن واحد.