للمرّة الرابعة على التوالي يتوّج العازف المبدع أنيس القليبي بجائزة دولية وذلك في إطار مهرجان الموسيقى في مسابقة التقاسيم العربية في العزف على آلة الكمنجة بدار الأوبرا المصرية. مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية انطلق في دورته 18 يوم 1 نوفمبر وتواصل إلى غاية 8 نوفمبر تحت إشراف وزارة الثقافة المصرية. تتويج وبالرغم من المشاركات العربية المكثفة من العراق والأردن ومصر.. استطاع المبدع التونسي صاحب الإحساس الراقي والمعزوفات الحالمة أن يفتكّ جائزة المهرجان في دار الأوبرا المصرية بتقدير وثناء من السيدة رتيبة الحفني مديرة المهرجان. أنيس مثل تونس ورفع راية الموسيقى التونسية في مهرجان ومؤتمر عربي ضخم قد يصعب فيه الحصول على مثل هذه الجائزة خاصة وأن مجموعة هامة من المبدعين العرب في مجال العزف شاركوا في المهرجان وهو ما ساهم في جعل المنافسة صعبة فيما بينهم. لكن هذا لم يكن عائقا أمام أنيس القليبي بل كان حافزا لمزيد العطاء والابداع ومثلما عهدناه متألقا حالما يرتحل بجمهوره إلى عالم الرومنسية والجدّ ويحيي في ذاكرتهم زمنا جميلا.. استطاع مبدع الكمان أن يؤثر في جمهوره العربي بعزف جمل موسيقية «تقاسيم» وهي من أصعب المعزوفات في المقامات العربية وهو ما أفرز هذا التتويج الذي أسعد أنيس القليبي كفنان ينتمي إلى هذا البلد. جوائز هذه الجائزة لم تكن الأولى بالنسبة لأنيس القليبي بل هي الثانية في إطار هذا المهرجان حيث حاز على نفس الجائزة في نفس المهرجان في دورته 14 سنة 2005. تاريخ مهرجان الموسيقى العربية انطلق سنة 1932 وتوقف نشاطه ليعود سنة 1992. وقد شارك أنيس القليبي في هذا المهرجان في 4 دورات في إطار المعهد العالي للموسيقى وكعازف منفرد. هذا الفنان متعدد المواهب: ملحّن، عازف كمنجة، عازف رباب، قائد مجموعة مقامات للموسيقى العربية مازالت رحلته مع العزف متواصلة لتكون المحطة الثانية بدار الأوبرا بإسلام أباد (باكستان) هذه الأيام من خلال عرض معزوفات تونسية تحت عنوان «أوتار طائرة» وسيكون ممثل تونس في هذه التظاهرة في إطار الحوار الثقافي. هكذا إذن يعود مبدع الكمان من بلد الموسيقى والفن محملا نتاج الابداع العربي في انتظار رحلة جديدة مع التتويجات.