وجدت صعوبات لايجاد «زكّار» لمعزوفتي «إنصهار» أنيس القليبي من العازفين المميزين الذين استطاعوا في فترة قصيرة أن ينخرطوا في الواقع الموسيقي التونسي بفضل ما يتوفر لديه من زاد معرفي كبير أهّله أن يتحصّل على عديد التتويجات في جملة من التظاهرات المحلية والعربية.. هذا العازف العاشق للكمنجة عودنا على البحث وتقصّي خصوصيات المرحلة التي يزمع ولوجها والتعبير عن خصوصياتها. لم يعد أنيس غريبا عن مهرجان الموسيقى التونسية ولا عن جوائزه وقد كان لنا معه لقاء تناول مسيرته ودور المعزوفات في إثراء دروب الفن. * هل يمكن أن نقترب أكثر من صاحب التتويجات؟ - يضحك أنيس ثم يجيب ، أنا من عائلة موسيقية، تعلمت أصول الفن في صفاقس في المعهد الجهوي للموسيقى وفي كورال الاطفال، عزفت على الكمنجة واحدى الآلات الايقاعية، كما كنت أغني أحيانا، وقد تعلمت الموازين الشرقيةوالتونسية. * كيف بدأت علاقتك مع الكمنجة؟ - كانت في المعهد الجهوي للموسيقى بصفاقس على يدي أستاذ بولوني يدعي كورسكي، ثم تدعم تكويني باشراف العديد من الاساتذة التونسيين. * والدراسة هل كان فيها التألق مثلما عرفناك في الموسيقى؟ - بالطبع كانت من الأولويات ونجحت في الباكالوريا بامتياز وأتيت الى تونس ودخلت المعهد العالي للموسيقى بتونس وتميزت في مراحل تعليمي وكانت وصية الوالد هي التوفيق بين الفن والدراسة وقد حققت هذا والحمد لله. * والبدايات الموسيقية الفعلية ما هي درجة تبلورها؟ - كان لي نشاط مكثف موسيقيا خلال سنوات دراستي الجامعية ثم أتيحت لي بعد ذلك فرصة الانضمام الى الفرقة الوطنية للموسيقى تحت إدارة الاستاذ عبد الرحمان العيادي والتقيت هناك بأسماء لامعة على غرار عدنان الشواشي، الشاذلي الحاجي، علياء بلعيد، محمد الجبالي وتكونت بيننا عشرة طويلة ثم كانت لي مشاركات كثيرة مع الاوركستر السمفوني التونسي. * نعلم أنك ولجت غمار التلحين هل من لمحة عن هذه الفترة؟ - صحيح لقد لحنت معزوفة عنوانها «حديث الأوتار» وكان ذلك سنة 1993 وتحصلت على جائزة الابداع في اطار مسابقة انتظمت في المعهد العالي للموسيقى، كما لحنت لعديد الفنانين على غرار حسن الدهماني، ومحسن الشريف وعلياء بلعيد. * متى كانت أول مشاركة لك في مهرجان الموسيقى؟ - كان ذلك سنة 2006 وأنا أشارك هذه المرة للسنة الثالثة في مسابقة المعزوفات وقد تحصلت على الجائزة الثانية في دورة 2007 بمعزوفة المسار. * هناك احترازات عديدة حول لجنة الانتقاء هل تتصور أن المعزوفات المختارة هي الافضل والبقية اي المرفوضة لا تتوفر على قيمة فنية؟ - كل ما يمكن أن أقوله أن كل عمل مميّز يقبل ويفرض نفسه ولا أتصور ان اللجنة تقصي الاعمال الجيدة وشخصيا في مجمل الاعمال التي قدمتها لم أتعرض الى أي اشكاليات. * ما هو شعار أنيس القليبي في مجال الموسيقى؟ - أحب النظافة في التعامل واذا تحقق هذا العنصر يسهل العمل وتتوضح كل مقوماته ونبتعد عن كل لبس أو تأويل. * قدمت الى اللجنة ثلاثين معزوفة ولم يقع قبول الا ثلاث عشرة فقط ألا يعد العدد قليلا؟ - لا بالعكس في فترة قريبة لم نكن نحلم بمثل هذا العدد أو بنصفه. * هل الى هذه الدرجة لم يكن للمعزوفات قيمة؟ - يمكن أن أذكر لك ثلاث مراحل مرت بها المعزوفات : فترة المرحوم قدور الصرارفي ثم المرحوم رضا القلعي وأخيرا أمبراطور المعزوفات عبد الرحمان العيادي في أول دورة حضرت فيها المعزوفات كان الارتجال طاغيا ولا وجود لضوابط ثم تحسنت الامور. * كيف تنظر الى مسابقة المعزوفات بقطع النظر عن تتويجك بها؟ - لقد خلقت هذه المسابقة تقاليد جديدة أثرت الخزينة الموسيقية التونسية ثم الاهم من ذلك هو أنه أصبح للعازف حضور وظهور بعد أن كان مغمورا وكل الاضواء مسلطة على المطرب . لقد أصبح العازف هو الاخر بفضل هذه المسابقة نجما. * ماذا يعني التتويج بالنسبة اليك خاصة وقد مررت بهذه المرحلة في 2007؟ - أعتبر أن المشاركة في المهرجان تعد أمرا هاما ثم إن بلوغ مرحلة التتويج هو شأن كبير إذ تسلط عليك الاضواء وتكون حاضرا في حفل الاختتام وهذه فرصة هامة في عرس وطني. فالجائزة هامة جدا تشعرك بقيمتك وتعطيك «هيلمانا» أعتبر أن الجوائز طعم اذ وصلت اليه فلا يمكن أن تتنازل عنه. * لنتوقف قليلا عند معزوفتك «انصهار» هل يمكن أن نتحدث عنها قليلا؟ - هي معزوفة في ست دقائق تعني ذلك الذوبان لمجموعة من العناصر في وحدة متكاملة، انصهار هو انسجام آلات موسيقية متنوعة الزكرة والآلات النحاسية والوترية، هو كذلك انصهار في مستوى الحضارات. وأهدي هذه المعزوفة الى والدي الذي كان عازف «ترومبات» هذه المعزوفة حلمة ، تماهي، إشباع ذاتي. * هل وجدت صعوبة في ايجاد «زكرة» تستجيب لحلمك؟ - كان الامر صعبا جدا، تجولت في عديد المناطق بحثا عن «زكّار» يحقق ما أصبو اليه وبعد جهد ظفرت بضالتي، جهاد. في زغوان وانطلق العمل لتحقيق الجمل الموسيقية التي كنت أريد تفعيلها خاصة وأن عديد «الزكّارة» عجزوا عن تحقيق ما أريد وقالوا لي «الزكرة ماهيش بالقراية». * لماذا «الزكرة» بالذات في انصهار؟ - «الزكرة» هي ذكرى جميلة مع المرحوم بودية و«الزكرة» لم يقع توظيفها بعد ذلك التوظيف الجيد. * بعد كل هذا الى ماذا يطمح أنيس القليبي؟ - أرنو الى مزيد العمل والانتاج واضافة تتويجات أخرى الى رصيدي. جالسه: نبيل الباسطي