الهزيمة النكراء التي مني بها فريق مكارم المهدية مساء الأحد الماضي بملعب أحمد خواجه أمام جمعية جربة التي لا تفوق المكارم في شيء من حيث الامكانيات المادية والبشرية أشعلت الأضواء الحمراء في ديار عاصمة الفاطميين وجعلت نواقيس الخطر تدق بسرعة محذرة من بداية أزمة قد تعصف بكيان هذا الفريق العريق الذي صعد الى الرابطة الاولى في 3 مناسبات وأدرك الدور النهائي لكأس تونس مرة واحدة. هزيمة بثلاثية نظيفة واستسلام كامل من اللاعبين لمشيئة منافس يعادله مستوى مما يعني ان الروح الانتصارية انعدمت لدى اللاعبين الذين يبدو وأن أغلبهم فقد لذة اللعب بهذا الفريق، وقد يكون إقدام اللاعبين الثلاثة محمد المرايحي رقيب اللطيف وبلال الفرشيشي على فسخ عقودهم في الأيام الفارطة (وقد يلتحق بهم خالد بن شعبان) وانسحاب محمد بوسعدية إيذانا بانطلاق موسم الهجرة والطلاق المبكر. من المرسى يبدأ المشوار قد تكون الهزيمة عثرة عابرة ولو أن المؤشرات السابقة تدل على أن ما وقع عشية الأحد الماضي أمر منتظر لكن المحرار الحقيقي لواقع المكارم سيظهر جليا أمام مستقبل المرسى يوم الأحد القادم. تراكمات أغلب الملاحظين يؤكدون أن ما يجري اليوم بهذا الفريق العريق هو تراكمات لمواسم مضت فخلال المواسم السبعة الأخيرة تداول على رئاسة المكارم 7 رؤساء فيهم من عاد لتحمل المسؤولية، وهؤلاء هم السادة خالد بن يوسف الذي عاد ومعز المصمودي ولطفي العبيدي ورؤوف التركي وفتحي بالرجب وحسام البري، وخلال هذه الفترة تعاقد فريق الأكابر مع شهاب الليلي، محمد عامر حيزم، جلال القادري، نزار حنفير. توفيق زعبوب، علي شوشان، لسعد معمر، محمد الجلاصي، شكري الخطوي، سفيان الحيدوسي، كمال العزابي، مجدي السافي، مجدي الكردي ونبيل بلخوجة. نعم بمعدل رئيس في كل موسم ولو أن موسما مثل الموسم الماضي عرف 3 رؤساء و14 مدربا في 7 مواسم بمعدل مدربين في كل موسم ولو أن الموسم الفارط حطم كل الأرقام القياسية من حيث العدد، فكيف تريدون من هذا الفريق ان يستفيق وهو الذي يشهد في كل موسم تركيبة جديدة من اللاعبين، ولسائل أن يسأل أين كمال ضيف ا& وأنور الكنزاري وصبري سلامة وبلال وهبي وأين طارق العياشي وزياد الجموعي وسفيان المقعدي وكريم حسني ورضوان التونسي وغيرهم، اذن أصبح من الطبيعي جدا أن ينهار المكارم وان يصبح مستقبله مهددا وقد ينزل الى الرابطة الثالثة ويلفه النسيان ان لم تتضافر كل الجهود لانقاذه. ما المطلوب؟ المطلوب اليوم من الأسرة الموسعة للمكارم نبذ الخلافات ومساعدة الهيئة المديرة الحالية على توفير الموارد المالية لخلاص أجور اللاعبين وتهيئة الظروف الملائمة للنجاح ومطلوب بالخصوص من الأحباء الوقوف الى جانب الفريق في هذا الظرف بالذات بالحضور والتشجيع في التمارين وفي اللقاءات اذ لا يعقل أن يحضر لقاءات فريق عريق مثل المكارم عدد من المتفرجين لا يتجاوز 300.