أصيب قادة الاحتلال الاسرائيلي بالصدمة والذهول بعد الكشف عن تقرير سري يؤكد نجاح استخبارات «حزب الله» اللبناني في اختراق الجيش الاسرائيلي ومعرفة كل تفاصيل تحركاته واستعداداته وخاصة منطقة الشمال ولواء 91 في المنطقة الحدودية وذلك في وقت تصاعدت فيه الحرب الكلامية بين اسرائيل والحزب على خلفية التهديدات الأخيرة التي أطلقها رئيس أركان جيش الاحتلال غاني أشكنازي. فقد ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أمس انها حصلت على نشرة داخلية سرية ل «حزب الله» تصف بشكل مفصل نشاطات الجيش الاسرائيلي مؤكدة ان «النشرة تظهر الى اي مدى نجحت استخبارات «حزب الله» في التغلغل داخل الجيش الاسرائيلي وتثبت ان الحزب لديه مصادر معلومات لا بأس بها». تفاصيل مذهلة ونقل موقع «عرب 48» الالكتروني عن الصحيفة قولها: إن النشرة مكونة من 150 صفحة، وتصف بشكل مفصل انتشار قوات الجيش الإسرائيلي، ونشاطاته البرية والبحرية والجوية. وتنقل الصحيفة عن ضابط شغل في السابق منصبا رفيعا في قيادة المنطقة الشمالية قوله: « حينما قرأت المادة التي جاءت في النشرة صعقت». ويضيف أن درجة تفصيل «حزب الله» في وصف منظومة الرصد والإنذار للجيش الإسرائيلي أذهلته وخص بالذكر مناظير الرصد وأجهزة التصوير للمراقبة وأجهزة الإنذار الجوي وأجهزة الإنذار الأرضية ومادة وافرة حول الطائرات بدون طيار. تلك الطائرات التي اعتقدنا أنها تعمل بسرية تامة، حسب تعبيره. وتقول الصحيفة إن في النشرة صورا كثيرة، معظمها صورت في الجانب الإسرائيلي للحدود، تصف، من بين عدة أمور، نقاط الرصد للجيش الإسرائيلي؛ حماية ومرافقة الأعمال الهندسية وأعمال صيانة الجدار الحدودي على الطريق الحدودي؛ مرافقة وحماية المواكب، تبادل الدوريات، القوات التي تتقاطع على حدود القطاعات التابعة للواء.. وأمورا أخرى. وتضيف الصحيفة أن النشرة خصصت فصولا كاملة للسياج الحدودي والتغيرات التي طرأت عليه مع مرور الوقت، والتكنولوجيا المستخدمة فيه، وتكتيكات الجيش في المطاردة، ونظام حماية المستوطنات الشمالية. وذلك إلى جانب تفاصيل مثيرة حول الكمائن التي يقوم بها الجيش مرفقة برسومات توضيحية. وتشير إلى أن النشرة تخصص فصلا كاملا لوحدات قصاصي الأثر، تأهيلهم وقدراتهم وطرق تمويههم. كما تخصص عشر صفحات لوحدة «عوكتس» التي تستخدم الكلاب في قص الأثر، وتورد سبل مواجهتها. وتضيف الصحيفة أن المواد التي جاءت في النشرة تعتمد على مصادر بشرية جواسيس يشغلهم حزب الله داخل الجيش وفي إسرائيل، إلى جانب ما لا نهاية من المصادر المعروفة كالتنصت على شبكات اتصال الجيش، وربما السرية منها. وتنهي الصحيفة تقريرها بالقول: «من الصعب أن لا نصدق أن رجال الاستخبارات التابعين لحزب الله قاموا كما يبدو بنسخ وثائق إسرائيلية سرية تابعة لقيادة المنطقة الشمالية». «ما بعد بعد حيفا» وكان أمين عام «حزب الله» الشيخ حسن نصر الله حذّر في خطاب له الليلة قبل الماضية جيش الاحتلال الاسرائيلي من أن المواجهة المقبلة ستبدأ من «ما بعد حيفا». ووصف نصر الله التهديدات الاسرائيلية للبنان ب «الحرب النفسية» وتعهد بتدمير فرق الجيش الاسرائيلي اذا نفذت هذه التهديدات. وقال نصر الله عبر شاشة عملاقة أمام حشد من أنصاره بمناسبة «يوم الشهيد» في ضاحية بيروت الجنوبية، «هذه حرب نفسية على لبنان» لكن إذا نفذت اسرائيل تهديداتها سنكون هناك في الوديان والجبال والمدن والقرى وسندمّر آلياتهم ودباباتهم ونأسر ونقتل جنودهم ونحن قادرون على ان ندمّر هذه الفرق وهذه الدبابات والآليات ونقتل هؤلاء الضباط والجنود». وأضاف نصر الله: «أقول لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ولوزير الدفاع إيهود باراك أرسلوا ما شئتم من فرق وإن شئتم أرسلوا كل الجيش الاسرائيلي فسندمرّه ونحطّمه». وتابع: «قلت سابقا نعم نحن لا نريد الحرب، ولكن لو أرادوا ان يخرّبوا هذا الأمر فبمقاومتنا ووحدتنا وثباتنا سنبدل هذا التهديد الى فرصة.. المرّة القادمة قد تبدأ القصة ليس من حيفا وبعد حيفا، قد تبدأ من ما بعد بعد حيفا» في إشارة الى خطابه الشهير إبان عدوان صيف 2006 الذي قال فيه ان صواريخ «حزب الله» قادرة على الوصول الى ما بعد حيفا.