قال ضابط كبير في شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية ان الامين العام لحزب الله حسن نصر الله هو الزعيم العربي الاول الذي يمتلك قدرة كبيرة على التأثير على الاسرائيليين منذ عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر. واستند الضابط الاسرائيلي العقيد رونين ، في بحث اكاديمي اعده في اطار دراسته بجامعة حيفا للحصول على شهادة الماجستير ، الى خطابات نصر الله خلال حرب لبنان الثانية التي اندلعت قبل اربع سنوات. ونقلت صحيفة «هآرتس» العبرية في عددها أمس عن رونين قوله في بحثه: «انه في ظل التهديد الاسرائيلي استخدم نصر الله خطاباته كوسيلة وحيدة لتمرير رسائله الى الجمهور». واعتبر الضابط الاسرائيلي ان هذه الخطابات كانت الوسيلة الهجومية الوحيدة التي استخدمها حزب الله الى جانب اطلاق الصواريخ باتجاه اسرائيل ، بينما في الجوانب الاخرى انشغل حزب الله بالاساس في معارك دفاعية بلبنان. ورأى رونين ان اسلوب الخطابة ومضمون الخطابات تأثرا برؤية نصر الله لتطورات الحرب ولو ان اسرائيل حللت هذه الرؤية بشكل عقلاني خلال الحرب فلربما كان سيؤثر ذلك على اتخاذ القرارات. وأشار رونين الى ان المصطلح المركزي الذي استخدمه نصر الله في خطاباته هو «الصمود» وان اسلوب الخطابة هذا غايته تعزيز الصمود في الجانب اللبناني خلال الحرب بواسطة ثلاثة عوامل هي الوحدة اللبنانية والتضامن بين فئات المجتمع، ووضع حزب الله ومقاتليه والسكان الشيعة، وترسيخ الردع تجاه اسرائيل، وقد رأى نصر الله في الصمود في هذه المجالات الثلاثة انه مفتاح النجاح في الحرب. واضاف رونين «ان نصر الله ركّز على وجود اثباتات على ضعف الجيش الاسرائيلي وتفاخر بالمفاجآت، واولها اطلاق صاروخ ارض – بحر باتجاه بارجة حربية اسرائيلية وحاول خلق ردع ضد اجتياح بري اسرائيلي للبنان». ووفقا لرونين فان نصر الله رأى ان مصدر الضعف الاسرائيلي هو الخوف من الاضرار الاقتصادية والخسائر البشرية بسبب اطلاق حزب الله الصواريخ باتجاه الجبهة الداخلية الاسرائيلية واقتبس من خطابات نصر الله قوله إن الاسرائيليين يهتمون بالدم والمال.