في الوقت الذي تسعى فيه الدولة الى الارتقاء بمنظومة التعليم باعتبار أن جيل اليوم هو جيل الاصلاح والتعديل، يسعى بعض الطلبة الى تهميش القطاع التعليمي عبر تقديمهم لدروس خصوصية لبعض التلامذة. هؤلاء الطلبة المتطفلون على الميدان لا يفقهون من أساليب التعليم وبيداغوجيته شيئا، فرغبتهم في تحصيل المال دفعتهم الى التلاعب بالتعليم والاعتماد على كتب التمارين المرافقة بالإصلاح للتدريس، وليس للتلميذ الحق في أن يسأل آنذاك: كيف ولماذا؟ كان من الأجدر لهؤلاء الطلبة أن يبحثوا عن عمل آخر فليس من السهل بناء جيل واعد، فكل رجال التعليم في بداية مرحلة التدريس يخضعون للرسكلة الخاصة والتكوين الصارم، دون أن ننسى أهمية علم النفس لتسهيل عملية التواصل بين المربي والمتعلم، ويظل هذا المربي مراقبا في بداية مشواره المهني من قبل مرشدين تربويين. ثم ان أغلب هؤلاء الطلبة يدرسون في أغلب الأحيان مواد لا علاقة لها باختصاصهم الجامعي. ذلك أنهم لو كانوا متميزين في دراستهم لسعوا الى نيل ما طاب من العلوم أثناء وقت الفراغ عوضا عن تحطيم مستقبل تلاميذ أبرياء. لم نعد اليوم نتحدث عن انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية بل إنها أصبحت ظاهرة عادية، لكن عندما يتحوّل الطالب البسيط في معارفه وأفكاره الى «رجل علم» يهدّم الأجيال الواعدة، يجب آنذاك أن نولي الأمر أهمية كبرى باعتبار أن العديد من الطلبة يظنون أن الانتقال من المرحلة الثانوية الى المرحلة الجامعية يعدّ حدثا عظيما. إلا أن الواقع اليوم يؤكد أنه حتى الإجازة لم تعد تفي بالغرض لدخول سوق الشغل عبر أبوابه الواسعة. فعديدون هم الطلبة الذين يجهلون كتابة جملة سليمة باللغة العربية أو الفرنسية ولكنك تجدهم يكونون فرقا من التلاميذ يدرّسونهم اللغات. نهى بلعيد (طالبة بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار)