أعرف جيدا أن «تحليل» مباراة الأمس سيطغى على كل تحاليل العالم حتى تلك الخاصة بداء أنفلونزا الخنازير والسبب أن المنتخب التونسي أضاع البوصلة الفنية في آخر تسعين دقيقة قبل المونديال وخرج علينا المدرب كويلهو ومن معه ب «عجة» بشرية لم يفهمها كبار محلّلي العالم كما أهدانا لاعبونا الميامين «روحا وطنية» لا وجود لها في الهند ولا في السند وبالتالي لا غرابة أن نسقط مرة أخرى ونصاب بانهيار تام في المعنويات والأبدان ونغادر الموزمبيق على عكاكيز الحيرة تحت شعار «فسّخ وعاود»... المباراة منذ بدايتها كانت خاطئة... و«رجالها» كانوا غائبين نفسانيا وبدنيا وفنيا وهو ما جعلنا أمام مهمة بدت عسيرة جدا منذ البداية الى حد الصافرة النهائية وبينهما تاه لاعبونا سواء الذين صفقنا لهم... أو الذين طالبنا بإقحامهم أو الذين اختارهم كويلهو غصبا عنا... كلهم كانوا خارج الموضوع وكلهم كان من الظلم والضيم والحرام مرورهم الى المونديال على حساب منافس آخر اسمه نيجيريا كان «يجاهد» في كينيا لتحقيق الانتصار والانتظار وكان له ما أراد رغم رغبة هذا الشعب الكريم... أخطأ كويلهو في آخر تسعين دقيقة... وأخفق لاعبونا في المتر الاخير وداخ الجمهور التونسي في خضم هذه «الشكشوكة» التي لم تكن على بال... فرحلة منتخبنا كانت محفوفة بالخوف من حكم اللقاء ومن شراء ذمة المنافس وتخاذل كينيا لكن لا شيء من هذا تحقق وجاءت الضربة القاضية «منّا... فينا» وسقطنا بسلاحنا الذي اخترناه لمواجهة فريق كان أفضل منا على كل الواجهات... وكان لاعبوه يعتصرون فوق أرضية الميدان لتحقيق العبور الى ال «كان» وهذا لوحده درس لبعض الذين «كبرت» رؤوسهم ولا يُنتظر منهم سوى الكوابيس والخسائر... ضاع الحلم الجميل في آخر لحظة وبان بالكاشف أن الوصول الى المونديال يتطلب حضور «الرجال»... وكنّآ نفتقد الى هؤلاء في مباراة الامس... مع الاعتذار ل «رجل» اسمه أيمن المثلوثي استأسد في زمن الفئران...