في خطوة غير متوقعة قام المدرب الوطني أمبرتو كويلهو بتغييرات بشرية وفنية حيث غيّر اللعب بلاعبي ارتكاز واستغنى عن نبيل تايدر كما قام بالاحتفاظ بأسامة الدراجي الى جانبه على بنك البدلاء واقحم بدلا عنه شوقي بن سعدة ليتغيّر تبعا لذلك الرسم التكتيكي لمنتخبنا من (4321) الى (442). هذه التغييرات أراد من ورائها كويلهو اعطاء بعد هجومي أكثر لطريقة لعب منتخبنا لكن مجريات الشوط الاول من المباراة لم توح بذلك حيث كانت الأسماء الهجومية وافرة لكن اللعب الدفاعي كان طاغيا حيث لم يلعب في مناطق الموزبيق الا الشرميطي وجمعة ليتأخر بن خلف الله وبن سعادة ليقوما بالتغطية على الرواقين. كلهم خارج الموضوع في الشوط الاول بلغت قلوب التونسيين الحناجر نظرا الى الضعف الفادح الذي لاح عليه كل لاعبي منتخبنا باستثناء البلبولي فالمنتخب كان غريبا عن احبائه في هذا الشوط فالتركيز كان غائبا لذلك كثرت الاخطاء في التمركز وكثرت ايضا التمريرات الضائعة بلا عنوان او في اتجاه المنافس كما كان الضغط من لاعبينا غائبا في مناطق المنافس وتركنا لهم الوقت ليتصرفوا بالكرة جيدا ويفكروا بهدوء في الطريقة المثلى لبناء هجماتهم. الهجوم في سبات وفشل في الثنائيات المنتخب الموزمبيقي دخل بكل قوة المباراة لصنع الخطر وارباك لاعبينا وقد نوّع من عملياته بالاعتماد على التمريرات القصيرة والسريعة ثم المباغتة بالتمرير في العمق او باعتماد التمريرات الطويلة في ظهر مدافعينا مستغلا غياب الضغط على لاعبيه في مناطقهم وقد نجح أكثر من مرة في صنع الخطر في الدقائق 7 و10 و28 و40. وفي كل هذا كان هجوم منتخبنا في سبات حيث لم يقم بأي عملية جريئة ولم يستغل الفراغات في مناطق المنافس ولا تثاقل مدافعيه وكان الشرميطي وجمعة في عزلة تامة. فشل لاعبونا في كل الثنائيات مع لاعبي الموزمبيق ولم يقدروا على ربح اي مواجهة ثنائية سواء كانت فضائية او ارضية. دقائق ساخنة دق 22: مخالفة للموزمبيق قريبة من مناطقنا نفذها بكل قوة تيكوتيكو فوق العارضة بقليل. دق28: تبادل كرة سريع بين لاعبي الموزمبيق ولاعبونا يتفرجون ليباغتهم الموزمبيقيون بتمريرة في العمق نحو تيكو الذي انفرد بالحارس البلبولي الذي انقذ الموقف بشجاعة كبيرة. دق 37: استغلال خطإ من دفاع الموزمبيق من طرف بن خلف الله وتوغل يثمر ركنية لم يحسن تنفيذها بن سعادة. دق40: خطأ من السويسي في التمركز وتسرب من لاعب موزمبيقي وتوزيعة نحو تيكو الذي سدد لكن غزال يعترض الكرة لتعود امام دومينغاز وتسديدة أخرى قوية يعترضها حقي. دق46: ركنية نفذها بن خلف الله لتعود الكرة أمام بن سعادة الذي سدّد بطريقة عشوائية. جنينا على أنفسنا ولم يجن علينا أحد دخل المنتخب التونسي الشوط الثاني بتغيير هجومي حيث عوض الزيتوني بن خلف الله لكن الأمور لم تتغير رغم بعض التحسن في أدائنا لكن المنتخب الموزمبيقي كان أفضل منا على جميع الواجهات وسرعان ما استعاد زمام المبادرة ليهدد مرمى المثلوثي في الدقائق 49 و55 و73 و80 إلى أن ارتكب سيف غزال خطأ فظيعا في تطبيق التسلل ليمكن داريو من الانفراد بالحارس المثلوثي ويغالطه رغم تألق حارسنا ورغم إقحام الدراجي ثم الذوادي إلا أن منتخبنا كان غائبا عن الميدان تماما ولم ينجح في خلق ولو فرصة وحيدة تستحق الذكر. كويلهو يتعلّم «الحجامة...» الأكيد أن هذا الفشل الذريع تتحمل مسؤوليته كل الأطراف لكن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق المدرب كويلهو الذي بدا أنه يتعلم.. «الحجامة في رؤوس اليتامى» بتغييرات فنية غير مفهومة وغير مبررة إذ من الحمق أن يغير طريقة لعب المنتخب في آخر لقاء وكان عليه ترك ذلك بعد تحقيق الترشح على الأقل كما فشل في إعداد لاعبيه ذهنيا حيث لاحوا مكبلين وخائفين بل مذعورون من الموزمبيق وكأنها حاصلة على كأس العالم خمس مرات وليست منتخبا مبتدئا كنا سنهز شباكه بيسر لو مارسنا عليه ضغطا يسيرا. دقائق ساخنة الدق49: تسديدة رأسية من تاييو تمر جانبية بقليل. الدق64: توغل من الميكاري بعد تمرير من بن سعدة لكن الميكاري خير التسديد عاليا عوض التوزيع رغم موقعه المناسب. الدق 73: تيكو تيكو ينفرد بالمثلوثي ويسدد بقوة لكن حارسنا كان في الموعد. الدق80: توغل من فومو وتوزيعة خطيرة أبطل مفعولها المثلوثي. الدق82: خطأ فادح من سيف غزال في تطبيق التسلل يستغله داريو لينفرد بالحارس ويسدد كرة أولى ردها المثلوثي ثم كرة ثانية حقق بها الهدف الوحيد في اللقاء. الدق94:الزيتوني في موقع مناسب يتبعثر ويتعثر ويضيع الكرة بغرابة. عادل الطياري تشكيلة الفريقين تونس: المثلوثي السويسي الميكاري حقي غزال الراقد القربي بن سعدة (الدراجي) بن خلف ا لله (الزيتوني) جمعة الشرميطي (الذوادي). الموزمبيق: كابنغو سيماو بايتو جينتو (فومو) دومينغاز كابيرا ميكسار ميرو (هاقي) تيكو تيكو داريو كان داريو مونتيرو رأي محايد: المدرب هنري ديبيري (مدرب الاتحاد المنستيري): المنتخب التونسي خيّب الآمال ولست أدري ماذا جرى للاعبيه تأسفت كثيرا لانسحاب المنتخب التونسي وأعتقد ان هذا المنتخب خيّب آمال كل التونسيين. ولست أدري ماذا جرى للاعبيه في الدقائق الأخيرة. فقد انهار المنتخب بدنيا ومعنويا ويقيني ان اللاعبين كانوا مرهقين وكان تفكيرهم منصبا حول التفكير في الترشح وكأنهم يعوّلون على مساعدة الغير. المنتخب التونسي لعب بطريقة دفاعية وخضع لضغط متواصل من المنافس ولم يجازف بالهجوم وارباك الموزمبيق ولم أر إضافة في التغييرات.