ملعب ماشا فابما بوتو عاصمة الموزمبيق طقس جميل ورطب، ارضية اصطناعية صعبة قرابة الثلاثين الف متفرج اياب آخر مباراة من تصفيات كأس العالم 2010، المنطقة الافريقية، المجموعة الثانية الموزمبيق يهزم المنتخب التونسي (1 0) هدف داريوفان (82د) الانذارات: خالد السويسي (تونس) كامبانغو وميرو (الموزمبيق) تحكيم: نوماندياز ديزيري (كوت ديفوار) الموزمبيق: كامبانغو كامبيرا جينيتو فومو شيماو بالتو دومينغاز داريوخان تيكوتيكو هاجي ميرو تونس: البلبولي السويسي الميكاري حقي غزال الراقد القربي بن سعادة (الذوادي 77د) بن خلف الله (الزيتوني 46د) جمعة الشرميطي (الدراجي 63د) سجل داريوخان للموزمبيق في الدقيقة 82 فاقترب المنتخب التونسي من الانسحاب ثم عدلت كينيا نيجيريا فعاد لنا الامل بالعبور لكن نيجيريا اضافت الهدف الثالث في نيروبي وفازت فأصبح حتى الفوز لا يرشحنا وكان الانسحاب الذي لاحت بوادره منذ البداية. الشوط الاول كان سيئا جدا عموما ورغم الأفضلية النسبية للموزمبيق على مستوى امتلاك الكرة وتهديد المرمى، الا انه لم يكن ذلك الفريق الصعب الذي يشكل عقبة شائكة خطة كويلهو في هذا الشوط فاجأتنا نوعا ما باعتبار اعتماده دفاع الخط ودعوة السويسي الى الصعود المستمر وترك الدراجي على مقعد البدلاء. هذه الخيارات اضافة الى الارضية الثقيلة للملعب، اثرت سلبيا وبوضوح على الوجه الذي ظهر به المنتخب التونسي وكان الارتباك والنرفزة واضحين على سلوك اللاعبين وتحركاتهم. مهاجما الفريق الصريحان، الشرميطي وجمعة، كانا في عزلة تامة ولم يعرفا جيدا المطلوب منهما تكتيكيا، اضافة الى عدم مساندة متوسطي الميدان لهما. «النسور» حصلا على ثلاث ركنيات في هذا الشوط لكن ذلك لا يعني انهم احسنوا لعب الهجوم ولا تبرر اهمية اللقاء والضغط النفسي الوجه المحتشم للراقد ورفاقه. المنتخب الموزمبيقي استفاد كما كان منتظرا من تعوده على ارضية الميدان الاصطناعية ومن اللحمة بين لاعبيه، السيطرة الميدانية الطفيفة لاصحاب الارض ذلك ما مكنهم من الوصول اكثر من مرة الى مناطق المنتخب التونسي واستفاد في بعض الاحيان من اخطاء دفاعية للحصول على مخالفات خطيرة (في الدقائق 10 و18 و22) وجاءت الدقيقة 28 بأخطر فرصة لما تدخل المثلوثي امام تيكو تيكو وانقذ مرماه من هدف. وفي الدقيقة 40 لم يحسن الموزمبيق استغلال فرصة سانحة وانقذ البلبولي في مرة اولى، والميكاري، في مرة ثانية الشباك التونسية من تسديدات متتابعة قوية. تغييرات فرضت نفسها! عوض علي الزيتوني فهد بن خلف الله بين الشوطين ودخل الدراجي بعد ساعة من اللعب ولم يتغير شيء في اداء المنتخب ولا في مردود اللاعبين الذين كانوا اشباحا، متثاقلين، منهكين، مترددين. وواصل الموزمبيق سيطرته على كامل الشوط الثاني مكتسحا منطقة وسط الميدان وعبث لاعبوه بدفاعنا ورغم تألق الحارس المثلوثي، احسن لاعب تونسي على الاطلاق، خصوصا في الدقائق 74 و76 و80 لعدنا من مابوتو بفضيحة تاريخية، المثلوثي تألق حتى عند تسجيل اريو لهدف الموزمبيق في الدقيقة 82 بعد ان اعاد بابداع تسديدته القوية قبل ان تعود الكرة الى نفس اللاعب فأسكنها الشباك واكتفى محور الدفاع بالفرجة!! وحاول علي الزيتوني وبنسبة اقل زهير الذوادي الذي دخل في الدقيقة 77 لكن لم يكن بامكانهما فعل شيء امام حسن انتشار الدفاع الموزمبيقي وامكانياتهم الفنية العالية التي عبثت بلاعبين تونسيين كانوا امس بلا روح ولا حضور ذهني وحكموا، ومن ورائهم أومبرتو كويلهو واختياراته، على اكثر من 10 ملايين تونسي وعديد الجماهير العربية بتجرع الخيبة والاحباط.