رغم أننا لم ندرك إلا الثلث الأول من الموسم فحسب إلا أن النجم الساحلي يكاد يكون قد تأكد نهائيا من الخروج خالي الوفاض فكأس رابطة الأبطال الافريقية جرحا غائرا في نفوس أحبائه الذين لم يستسيغوا الوجه الشاحب الذي ظهر به. وكأس تونس الذي غاب عن النجم منذ شهر جوان 96 والذي عولت الأسرة الموسعة للفريق على كسبه انتهى حلم القبض عليه منذ الدور الأول وحتى الفوز بلقب البطولة أمر سابق لأوانه رغم الفارق الكبير عن المتصدر. لم يبق سوى كأس الكنفدرالية الذي وحتى لو توج به فلن يكون قبل نوفمبر من العام القادم وهو ما يعني أن النجم إذا لم يوفق في بطولة الموسم الحالي فسينهي موسمه بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها وليكون موسمه الثاني على التوالي أفرغ من فؤاد أم موسى. ولو أن الموسم الماضي كان أفضل من حيث النتائج على مستوى سباقي كأس الاتحاد الافريقي الذي أدرك فيه النهائي في لقاء كان منطلق التقهقر والمشاكل خاصة بعد أن انسحب من سباق رابطة الأبطال منذ اللقاء الأول وانهزم أمام الترجي في سباق نهائي كأس تونس وخسر المراهنة على البطولة قبل جولتين من نهاية المشوار. مرحلة كمون عندما تمّ الاعلان عن تعيين الدكتور حامد كمون نائبا لرئيس النجم الساحلي وتكليفه بفرع كرة القدم بعد الاجتماع الطارئ للرؤساء السابقين للنادي أكد معز ادريس أنه كان وراء هذا التعزيز وهو من رغب في ضمّ الدكتور كمون الى الهيئة المديرة.. وبعد ذلك القرار بأربعة أيام كان للرجلين لقاء مع 4 أصدقاء في مطعم فاخر بالقنطاوي وميّز وقتها الانسجام علاقة الطرفين اللذين أكدا حرصهما الكبير على العمل المشترك خدمة وحبا في النجم لا غير. لكن ما الذي جرى بعد يومين من تلك السهرة؟ فقد تغيّرت المعطيات واختلفت المواقف لتنكشف حقيقة العلاقة الجديدة بين ادريس وكمون، فماذا حدث؟ وماذا تغيّر؟ ماذا حدث؟ لن نأتي بالجديد إن قلنا إن التيار لا يمرّ بين صاحبي القرار في النجم الساحلي فالكل يعرف ذلك والأسباب يعرفها الجميع لذلك لن ندخل في متاهات لا آخر لها، بل المفروض أن نضع الأصابع فوق مكمن الداء فالاختلاف سيد الموقف بين أبناء ذلك الصرح الكروي العريق والنتيجة ستكون واحدة وحتمية وهي خسارة النجم والقذف به داخل دهاليز مظلمة من أجل إشباع بعض الرغبات الشخصية وخدمة للمصالح الذاتية الضيقة لا غير. للنجم الساحلي حقّ على كل أبنائه ومحبيه والواجب يفرض على الجميع تجاوز تلك الانشقاقات ووضع اليد في اليد والالتفاف حول النادي فقط.. فما يحدث حاليا يسيء للنجم ولرجاله فمن يوقف ذلك النزيف ويعيد للنادي هيبته ووقاره. النجم لم يرم المنديل صحيح أن النجم يتواجد في المركز الخامس برصيد 16 نقطة وبفارق 8 نقاط عن المتصدر لكن الموسم مازال طويلا ولم يرم بعد المنديل ومن شيم الكبار عدم الاستسلام والتمرد على الموجود.. والنجم له رجالات صنعت التاريخ وجمهور حوّل الهزائم الى انتصارات وبنية تحتية تضاهي ما هو موجود في الدول الأوروبية.. لأجل ذلك نقول لا بدّ من إعادة المياه الى مجاريها وكفى حتى لا يأتي يوم ونقول: «كان صرحا فهوى» لأن ما يعيشه النجم حاليا عاشه الافريقي والترجي في بداية موسم توجا في أعقابه بالبطولة وليتذكر الجميع كيف توج الترجي ببطولة الموسم الفارط رغم أنه جمع 5 نقاط خلال الجولات الست الأولى. طارق المجريسي باليوم وبالساعة: كيف تطوّر خلاف ادريس كمون؟ علاقة معز ادريس الرئيس الشرعي للنجم بحامد كمون الرئيس الفعلي أو المنتظر تطرح عدة تساؤلات في الاوساط الرياضية بالساحل الى حدّ تأكيد المقربين منهم الى حدوث انقسام داخل الهيئة... وهذا جدول تطور العلاقة بينهما: الأحد 18 أكتوبر: قبل إجراء مباراة النجم والنادي البنزرتي في الملعب الأولمبي بسوسة والتي فاز فيها النجم بنتيجة (31)... تردد اسم الدكتور حامد كمون وهناك حديث في تغييرات في الهيئة. الاثنين 19 أكتوبر: اجتماع الرؤساء السابقين في نزل النجم وتعيين الدكتور حامد كمون نائبا لرئيس النادي وكلف بفرع كرة القدم. الثلاثاء 20 أكتوبر: اجتماع ادريس وكمون ثم كمون والمدرب لطفي رحيم... الاتفاق على مواصلة الثقة في الاطار الفني. الجمعة 23 أكتوبر: الاعلان عن تولي منير بوقديدة منصب مرافق لفريق الاكابر بعد تزكية من الدكتور كمون. السبت 24 أكتوبر: تقديم كمون وبوقديدة للاعبين في مركب النجم. الاثنين 26 أكتوبر: ندوة صحفية للدكتور كمون وتأكيده ان علاقته ممتازة مع رئيس النادي وانضمامه للنجم للمساعدة فقط. الثلاثاء 27 أكتوبر: اجتماع المكتب التنفيذي للنجم الساحلي وسجل حضور حامد كمون لأول مرة في اجتماعات الهيئة وقد أكد مجددا حرصه على العمل المشترك. الاربعاء 28 أكتوبر: كمون يكرم مرافق الأكابر سابقا نجيب عمارة بحضور اللاعبين والاطار الفني في مركب النجم. الجمعة 30 أكتوبر: مأدبة عشاء على شرف ادريس وكمون بحضور 4 أصدقاء في مطعم فاخر بالقنطاوي وقد ميز الانسجام والتفاهم علاقة الطرفين. الأحد 1 نوفمبر: هزيمة النجم أمام النادي الصفاقسي. الاثنين 2 نوفمبر: استقالة الاطار الفني وادريس اتصل بكمون وأعلمه بذلك وكان قراره بقبول الاستقالة وهو ما أكده الدكتور لاحقا.في نفس اليوم وفي حدود منتصف النهار يعلن الدكتور كمون عن تعيين المدرب خالد بن ساسي على رأس فريق الاكابر. الخميس 12 نوفمبر: معز ادريس يلوح بالاستقالة وهو التأكيد الرسمي على استحالة التعايش مع الرئيس المنتظر للنجم. ومنذ ذلك التاريخ تصدعت العلاقة بين الرجلين!!! وهي حقيقة يدركها الجميع ويرددها الأحباء فالى متى سيتواصل الغموض حول هذه المسألة ومن هو الذي يسير النجم... ولو افترضنا صحة هذا الكلام فمن الطبيعي أن يقع تحديد المسؤوليات أو إعادة هيكلة الهيئة المديرة حتى لا تتطور الأمور نحو الأسوإ.