مجموعة مسرح عشتار من أبرز التجارب المسرحية الفلسطينية التي قطعت مع الشعار والخطب المنبرية لتقدّم خطابا مسرحيا متطوّرا بمفردات جمالية خاصة جدا. أنا القدس مسرحية جديدة لعشتار ستعرض مساء اليوم في التياترو «الشروق» التقت إيمان عون إحدى أعمدة مسرح عشتار التي تقدّم موندراما «أنا القدس» فكان هذا الحوار: هذه الزيارة إلى تونس كم عددها؟ زرت تونس لأول مرة سنة 1986 في مهرجان قرطاج الدولي ثمّ عدت في 1988 وفي 1999 وفي 2000 و2001 وهذه زيارتي السادسة إلى تونس. «أنا القدس» مسرحيتك الجديدة ما هي الرسالة التي تحملها؟ هي محاولة لمنح صوت للمدينة في شكل مخالف للمتعارف عليه وللمعتاد ولتعدّد الروايات حول المدينة التي تتقاطع وتلتقي في قواسم مشتركة، أنا القدس محاولة لقراءة جديدة مختلفة عن الروايات التي تكتفي بالطبع الديني والمثيولوجي لتتحدّث عن الحياة اليومية للنّاس. المسرح الفلسطيني له ظروف خاصة جدّا، كيف يموّل المسرح الفلسطيني؟ نحن كمسرحيين لسنا معزولين عن معاناة الشعب الفلسطيني المعرّض لكل أشكال العدوان والعنف وبالتالي كل فلسطيني يعيش حالة من التوتر الدائم وهناك حالة من صناعة الأمل ولكن هذا الأمل يواجه دائما محاولات القتل إضافة إلى ذلك هناك محاولة لتضييق الخناق وطرد السكان وإفراغ المدينة من أهلها الفلسطينيين والمحافظة على عدد قليل فقط منهم. اسرائيل تعمل جاهدة على حرمان الفلسطينيين من مدينتهم ومن أرضهم والفنّان الفلسطيني يواجه كل هذه المنغّصات ويسعى إلى التغيير عن هذا ورغم كل شيء نحاول التعبير عن معاناة شعبنا ونقلها إلى العالم العربي وإلى العالم بشكل عام. كيف تموّلون الانتاج؟ هذا موضوع شائك، وزارة الثقافة ليست لها موازنة مالية لدعم الثقافة وليست لها استراتيجية لهذا ولإيجاد صندوق لتمويل الثقافة وبالتالي المؤسسات الدولية المانحة ومؤسسات التنمية الاجتماعية هي ملاذنا رغم أن هذا التمويل جدّ شحيح لكن نعمل به لأنه ليس من الضروري أن يصنع التمويل المالي الكبير مسرحيات أو أعمال فنية ناجحة. حصر الإبداع الفلسطيني في جانبه السياسي فقط وتمجيده حتى وإن كان رديئا بسبب عدالة القضية الفلسطينية ألا يزعجك هذا؟ من الثمانينات قطع الخطاب الفلسطيني مع المباشراتية والشعارات وأصبح حضورنا في المسرح والرواية والتشكيل والسينما متميّزا جدا ولا أعرف من أين يحمل البعض هذه النظرة، لقد تطوّر الابداع الفلسطيني وتخلّصنا من الخطابية التي كانت في السبعينات من خلال المسرح الفلسطيني في الشتات وليس كل المسرح الفلسطيني بعضهم فقط. المشكلة أن الفلسطيني موجود في قالب محدّد بالنسبة للعرب وعدم تواجد العرب في المكان وعدم زيارتهم لفلسطين يجعل هذه النظرة نمطية وأنا تزعجني هذه النظرة لأننا في النهاية نحن فنّانون ونقدّم مواضيع من خلال فنّنا ذات أفق انساني وعن الحياة والحرية ولدينا تساؤلات مؤرقة وليس كما الشعوب الأخرى التي لا تعيش تحت وطأة الاحتلال. المسار الفلسطيني كيف ترين مستقبله؟ هناك صعوبات كبيرة وإذا قلت لك أن هناك أملا أكون كاذبة أولا على نفسي، هناك حالة عدمية ليس بسبب الحواجز والجدار والحفريات والمستوطنات والتأكل السرطاني للأرض أخشى أن لا نجد مكانا نتحدّث عنه واسرائيل تربح الوقت تحت شعار المفاوضات لأن الزمن في صالح اسرائيل هي ترتكب جرائم كل يوم وتربح الوقت وأنا قلقة جدّا ككل الفلسطينيين لأننا نعرف أن العرب لن يفعلوا شيئا للقضية الفلسطينية بل هناك كذب ورياء على المستوى السياسي. العالم تحكمه المصالح واسرائيل تعرف جيدا كيف تدير اللعبة السياسة في العالم لصالحها. غزّة كيف تفكرين فيها؟ لدينا مشروع لاستنباط «منولوغات» من أطفال غزة من سنّ 12 إلى 14 عاما بتنظيم ورشات مسرحية محورها أحلامهم وكوابيسهم ما قبل العدوان على غزّة ستترجم إلى كل اللغات وستوزّع على عدد كبير من الفرق المسرحية المشاركة معنا من مصر وسوريا وجنوب افريقيا وأوروبا والولايات المتحدةالأمريكية موجودة معنا وربما تونس وفي يوم 10 أكتوبر 2010 سيكون هناك من كل أنحاء العالم قراءة لهذه المنولوغات في نفس اليوم والوقت من طرف أطفال من نفس السنّ مع منولوغات موازية للأطفال تعاطفا مع أطفال غزّة ولنقل صورة عن معاناة غزة من خلال أطفالها، غزّة التي تعرّضت للإبادة وتتعرض للحصار حتى لا ينسى العالم أطفال غزّة. بعد هذا العرض سندعو طفلا من كل دولة إلى الأممالمتحدة في يوم خاص بفلسطين.