منذ فشلها الفاضح الذريع هنا على أرضها في تونس بالذات. وعلى بعد أشبار من قرطاج نفسها في أن تفتك نصيبها من ذاك الصيد الثمين الذي جاءها من أدغال كينيا على طبق من ذهب أي على عشب ملعب رادس النفيس. أدرك العاقل والمتخلف ذهنيا سويّا أن نسور قرطاج كانت تحمل كل أعراض أنفلونزا الطيور. ولا لوم علىالنسور المريضة إذا كان نصيبها من الفريسة لعجزها عظما، أو أذنا، أو ذيلا أو حافر دابة. فكيف نطالب تلك النسور وهي على تلك الحالة أن تأتينا بالفريسة كاملة من أدغال الموزمبيق ولا تأتينا معلولة جريحة، مطرودة تجر أذيال الخيبة جرّا على خواطرنا وعقولنا وقلوبنا. ونحن الصامتون الساكتون على علتها؟ ثم من هم هؤلاء السحرة الذين حوّلوا فريقنا الوطني الى بقرة حلوب فأغدقنا عليها من الأعلاف أجودها وأنجعها وأكثرها، الى حد «البشمة» التي جعلتها تسقط أرضا وأيقضت همّة الجزارين لشحذ سكاكينهم. وكلنا يعرف البقرة إذا «طاحت»... اسألوا عن جودة ودسامة حليب هذه البقرة الحلوب. اسألوا «لومار» ذاك الذي غزا أجداده العرب ورضعوا أبقارهم اسألوا «كويلهو» الذي غزا العرب أجداده ورضعوا أبقارهم هل عرفا في التاريخ بقرة حلوبا مثل بقرتنا، وحليب أحلى وألذ من حليبها؟ قطعا، لا. اسألوا الجهلة من الجزارين الذين أعدوا سكاكينهم لذبح هذه البقرة وسلخها إن كانوا يعلمون أن عليسة انطلقت في بناء قرطاج من مساحة تقاس برقعة جلد الثور وأن نسورها قادرة على إعادة بناء مجد قرطاج انطلاقا من رقعة تقاس بجلد هذه البقرة إن ذُبحت. انتهى «الطّرح» ولن ينتهي التاريخ.