"الأبقار" في بلادنا محمية بالقانون والسلطة! ... مبجلة! معززة مكرمة ترتع حيث تشاء دون رادع بل ترتع في أملاك المملكة والخواص دون أن يعترض سبيلها أحد أو ينغص عليها منغص! ... الويل لمن تسول له نفسه مخالفة أمر "الباي" والتعرض "لأبقاره"! التي لها صلوحة دوس من يعترضها أو تعليقه على قرونها! ... "للبقر" من الحقوق ماليس لعامة المواطنين، كأننا في مقاطعة هندوسية! ... إذا تعلق الأمر "بأبقار" الحاشية! ... يقتل نفسه ويضيع ديته من يعترضها! وأما المواطنون وأبقارهم فهم للمملكة و"أبقارها"! تتصرف فيهم وفق المصلحة السياسية المقدرة من قبل ولي الأمر! رجال المملكة يجب أن يكونوا أشداء أقوياء ويجب أن يتشبعوا بثقافة رعاة البقر في سرعة الفتك وقوة البطش! لذلك وجب على المواطنين أن يسخروا أبقارهم كي يتدرب عليها جنود المملكة! ... وإن رفضوا أو امتنعوا ولا مبرر لذلك أبيدو كما أبيد الهنود الحمر من قبل! رعية من رعايا المملكة لم يفهم الأمر على ما هو عليه واعتقد أنه مستهدف لشخصه حين سلبت منه بقرته من قبل حراس الحدود الذين كلفوا بحماية المملكة ورعاياها من الشرور والغزاة والتهريب المدمر للحرث والإقتصاد! ... اعتقد المسكين أنه مستهدف لشخصه وأن بقرته ضاعت منه، ونهبت إلى غير رجعة! ولكن الأمر خلاف ذلك تماما فيما نفهم ونعتقد ، الأمر للتدريب على ما هو أشد ولعل الجماعة منقطعة بهم سبل الإمداد فأرادوا حجز البقرة كي يفطروا على حليبها الطازج أياما إلى أن يفصل القضاء "المستقل" في المسألة ويأمر بإعادتها لصاحبها، "معززة مكرمة"! ... أو ربما يُكرم الله حرس الحدود بإصابة البقرة "بالبشمة" فلا يجدون بدا من الإستفادة من لحمها بدل أن تذهب جيفة للذئاب والكلاب الضالة! ... ولكل "بقرة" أجل أكان في مستودع الحرس أم في بيت صاحبها! ليس للأمر علاقة بالتهريب كما زعم فالتهريب قد أصبح مقننا يمر عبر موانئ المملكة ومطاراتها! ... ولا نصدق دعوى مواطن يبكي من أجل بقرة انتزعت منه هي كل ما يملكه! ... فالذي استطاع تقنين التهريب للكبار لا يعجزه تقنينه للصغار! "وكل قدير وقدرو"! ثم أي تهريب هذا الذي يطلق على تنقل القطعان ورعيها شرق حدودنا الغربية وغربها! ... أليست الأرض أرض واحدة؟! والشعب شعب واحد؟! ... ولا ضير أن ينشأ عجل شرق الحد ويذبح غربه أو العكس؟! إنما الضير كل الضير أن يعم القهر ويبكي الرجال*! * إشارة إلى مواطن مسكين من مناطق الشمال الغربي الحدودية سلبت منه بقرته ظلما بدعوى أنه كان يعتزم تهريبها، وقد بكى المسكين لذلك بكاء مرا!