ماذا لو كانت البقرة بقرتنا، وليست غجرية مستوردة من تخوم جبال الآلب والبيريناي موطن الغجر؟ ماذا لو كانت أعلافها المركبة من صلب أرضنا شعيرا وفولا وبقولا جافة و«سورغو» وليس مستوردا من تربة غير تربتنا.. ومن بلاد غير بلادنا ألا يجوز عندها فقط بأن نفتخر بأننا حققنا اكتفاءنا من الحليب. وإذا كانت البقرة غجرية مستوردة وعلفها غجريا مستوردا من بلاد الغجر هل من حق حليبها أن يتمتع بالجنسبة التونسية كإنتاج تونسي صميم؟ أم تلك البقرة عندنا ما هي إلا آلة لتحويل المواد الأولية المستوردة إلى حليب؟ وإذا كانت هذه البقرة الغجرية أكثر وأدرّ حليبا من بقرتنا المحلية حتى وإن كانت شركية مهجنة فلماذا لا نطعمها إكراما للضيافة من زرع تربتنا الخصبة المعطاء ونقيم معها شراكة متوازنة عليها الضرع وعلينا الزرع؟ واللّه لست ضد الغجر لا من البشر ولا من البقر حتى لا أثير حفيظة القارة العجوز وغضبها تلك العجوز التي لا قول عندي في شأنها سوى «عزوزة وشدّت سارق كوزي» يمارس حسب دعواها سياسته «البقري» ضد الغجر من البشر، ولا أبحث عمّن يساند ساركوزي في سياسته «السارقوزية» هذه إذا سألتكم كم «تسركز» من مربّيي البقر الغجري. وأفرغ اسطبله من كل بقرة غجرية حلوب بنفس الإدعاء الساركوزي بأن الغجر علّة وعالة حتى وإن عاشوا على «القرط» و«النخالة». قسما بالعيون الغجرية. وبالظفائر الغجرية وبكل من هام بحسان الغجر من البشر وبكل من أرضعته غجرية من البقر. أكاد أزعم وأدعي بأني على وشك أن أعرف على من تضحك. «لا فاش كي ري»..