شهد هنشير الحجاج خلال الأسابيع الأخيرة ظاهرة مثيرة تمثلت في الموت الفجائي للأبقار التي ترعى في الحقول اذ تفطن كل من السادة يوسف ولطفي ونور الدين وهم من صغار الفلاحين في مناسبات متلاحقة الى وجود أبقارهم جثثا هامدة في الحقول وقد لاحظوا انتفاخ بطونها مما جعلهم يرجحون امكانية التسمم باحدى أنواع الحشائش ذكر لنا أحدهم أنها تسمى «النفلة». وبالتقصي في شأن هؤلاء الفلاحين تبين لنا أن بعضهم لا يملك غير بقرة واحدة تمثل رأس ماله الوحيد توفر له يوميا بضع لترات من الحليب يبيعها الى أحد المجمعين الذي يحضر على عين المكان، مما يجعل فقدان بقرة حلوب ثمنها حوالي 2000 دينار يمثل بالنسبة الى مالكها «فاجعة كبرى» في ظل غياب أي ضرب من ضروب التأمين وقد ترك هذا الحدث قلقا كبيرا في نفوس المواطنين الذين لم يتعودوا التشكي والتظلم ومد اليد الى أي جهة طلبا للمساعدة أو التعويض اذ «تحسبهم أغنياء من التعفف»، الا أن هذا لا يمنعنا من دعوة المسؤولين في القطاعين الاجتماعي والفلاحي بولاية باجة الى معالجة حالة الفقر والخصاصة التي تعاني منها العديد من العائلات مع العلم أن حادثة الموت الفجائي للأبقار بما خلفته من ضرر مادي ونفسي قد أعادت الى الأذهان ما مرت به هذه القرية والقرى المجاورة لها خلال السنوات الماضية من سرقة طالت عشرات الأبقار تمكنت قوات الأمن من اماطة اللثام عن بعضها بالقبض على المذنبين وسجلت البقية ضد مجهول!!!!