يحتاج كل عمل تربوي يُراد له النجاح، الى أطراف مختلفة ومتعددة تتدخّل فيه من أجل تحقيق النجاح والامتياز لأبنائنا.. وليس لأحد من هذه الأطراف ونعني بها الأسرة والاطار التربوي والاداري للمدرسة.. والمربيات والمربون القائمون على المحاضن المدرسية أفضلية على غيره في تربية التلامذة وتعليمهم.. فالجميع يجهد في سبيل أن يكتسب أطفال تونس ويافعوها العلم والمعرفة.. ومن بديهيات بلوغ الأهداف المنشودة لهذا العمل التربوي أن تتواصل كل هذه الأطراف في ما بينها وفق علاقة أفقية عمادها التواضع والاحترام.. وما دمت أتحدث في هذا السياق فلا بدّ لي أن أنوّه بالخطوة الايجابية التي حققتها مديرة المدرسة الابتدائية حي التعمير 5 ببرج الوزير من ولاية أريانة من خلال تنظيم لقاء بين الأسرة التربوية للمدرسة والأولياء ومربيات المحاضن المدرسية مساء الجمعة الفارط.. وقد يكون هذا اللقاء عاديا في مفهوم البعض محوره المقاييس الجديدة للارتقاء، ولكنه يحمل في مضمونه دلالات وأهدافا أخرى لعلّ أبرزها إذابة الحاجز الجليدي الذي يحاول البعض فرضه في علاقته بالأولياء وبمربيات المحاضن المدرسية لأسباب تصبّ في خندق «وصاية الدروس الخصوصية».. خطوة تستحق عليها مديرة مدرسة حي التعمير 5 ببرج الوزير الشكر والثناء.. لأنها تعلم جيدا أن ما يحققه التواصل بين الأسرة والمدرسة والحضانة المدرسية من أهداف لفائدة التلامذة لا يمكن بلوغه من خلال محاولة تكريس العلاقة العمودية الجليدية أو الجافة..