تونس - الصباح: توصيات عديدة قدمتها مشاركات في أشغال الندوة الوطنية حول وظائف الأسرة التونسية بين الثابت والمتغير الواقع والآفاق المنتظمة امس ببادرة من التجمع الدستوري الديموقراطي في اطار الاحتفال باليوم العالمي للاسرة اهمها مراجعة التوقيت المدرسي ليتلاءم مع توقيت عمل الأولياء.. وتكثيف المحاضن... ومراجعة التشريعات المتعلقة بالحضانة من بين هذه التوصيات نذكر ما تقدمت به السيدة اسيا بن رجب (مديرة بنك) وهي تتمثل في دعم دور الأسرة في زرع الاعتزاز بالهوية التونسية لدى الناشئة وضبط برنامج لتأهيل المراكز المخصصة للتربية قبل المدرسية بالتعاون مع المربيات الامهات وتضافر الجهود بين الأسرة والمؤسسة التربوية لتسليح الناشئة بالوعي اللازم حتى لا تنساق وراء التيارات المخادعة... وباسلوب حماسي لفت انتباه الجميع قالت السيدة جليلة الرحالي (مرشدة أولى) ان المرأة هي الوحيدة القادرة على ترسيخ القيم الأخلاقية لدى الناشئة ودعت المرأة لان تكون جريئة لكي تتمكن من تنشئة اجيال قادرة على تحمل المسؤولية. ورأت الطالبة منال جلادي ان دفع الشراكة بين المرأة والرجل هو الضامن لتحقيق الاستقرار داخل الأسرة التونسية. وطالبت اسيا المخلبي بوضع برنامج لتاهيل المقبلين على الحياة الزوجية ليعرف الزوجان خصوصيات الحياة الأسرية وطالبت بالتعريف باحكام مجلة الأحوال الشخصية ووضع برنامج للتثقيف الصحي للأسرة. حق الحضانة تحدثت منى غابري محامية عن حق الحضانة بعد زواج الحاضنة واقترحت ان يوكل طلب اسقاط الحضانة او عدمه الى القاضي ليس الى الأب كما هو معمول به الان فالقاضي هو الذي يحدد المصلحة الفضلى للمحضون ان كانت في اسقاط الحضانة بعد زواج الام وتحويلها للاب او في مواصلة تمتيع الأم بعد الزواج بالحضانة. من المقترحات الطريفة التي استمع اليها المشاركون في الندوة بانتباه تلك التي وردت على لسان السيدة الفة الطويل وهي استاذة تعليم ثانوي... دعت فيها الى انشاء نوادي اعلامية موجهة الى الاولياء لرفع الأمية الرقمية على غرار نوادي الاعلامية الموجهة الى الأطفال وذلك ليتمكن الاباء من مواكبة التطورات التكنولوجية والتحكم فيها وبالتالي لكي تكون لهم الدراية اللازمة لتأطير ابنائهم وترشيد استعمالهم للوسائل التكنولوجية الحديثة. كما طالبت بمراجعة التوقيت المدرسي للاطفال وبمراجعة توقيت عمل الاباء نحو مزيد توفير الوقت الكافي لكي يتمكن الاولياء من رعاية ابنائهم وتربيتهم. وظائف تربوية بينت فوزية الخبثاني (مساعدة بيداغوجية) أن الأسرة لها وظائف تربوية... وتحدثت المختصة البيداغوجية عن انخراط الناشئة في البيئة الافتراضية واعتبرت هذه البيئة متاهة جديدة لا بداية لها ولا نهاية يطل من خلالها الابناء على اشياء مقبولة وأخرى مرفوضة ودعت الى تحصين الشباب من مخاطر الأنترنات. ومن جهتها ذكرت المربية روضة النهدي انه لابد من مساعدة الأسر التونسية على ترشيد استهلاك الطاقة، الى جانب هذه المقترحات وغيرها كثير ويتعلق بالمصلحة الفضلى للأسرة التونسية كانت الندوة الوطنية «وظائف الاسرة بين الثابت والمتغير» فرصة للاستماع الى رصيد المكاسب التي تحققت لفائدة الأسرة في تونس وتحدثت عنها باطناب كبير السيدة سارة كانون الجراية وزيرة شؤون المرأة والاسرة والطفولة والمسنين كما بينت ان السلوكيات العنيفة في المجتمع التونسي ليست ظاهرة وذكرت انه تم وضع استراتيجية وطنية للوقاية من هذه السلوكيات قصد حماية الاسرة والمجتمع من المخاطر وذكرت ان الاعلام له دور هام في ارساء ثقافة اللاعنف والتوعية بالمخاطر التي تهدد الناشئة ومساعدة الشباب على التمسك بالاسرة كخلية اساسية في المجتمع واعتماد الحوار كوسيلة مثلى لدعم مقومات الاسرة. ولمعرفة التحولات التي طرأت على الأسرة التونسية تحدثت الوزيرة عن دراسة انجزتها الوزارة حول توزيع واستغلال الوقت لدى النساء والرجال وذكر السيد محمد الغرياني الامين العام للتجمع ان الاسرة في المجتمع التونسي لها دور كبير في نحت ملامح الشخصية التونسية وهي «الحصن» الذي نواجه به الافكار المتخلفة» وذكر ان الأسرة تواجه تحديات المحافظة على نمط المجتمع والشخصية الجماعية التي انبنى عليها المجتمع التونسي وهي شخصية متفائلة بالمستقبل تسعى لامتلاك امكانيات التطور والتقدم والتحكم في العلم والتكنولوجيا وفي نفس السياق ذكرت السيدة فوزية خالدي الأمينة العامة المساعدة المكلفة بالمرأة ان المرأة مدركة لجسامة التحديات الماثلة والمحتملة على صعيد الاسرة بما يستوجب ضرورة التفاعل الواعي والمسؤول مع ما يفرزه المحيط الاتصالي المعولم من متغيرات في مستوى التنشئة الاجتماعية وكذلك لضرورة صياغة منهج تربوي ورؤية قادرة على اعداد المواطن الصالح المدرك بعمق لتاثيرات التحولات العالمية ولمغالطات التيارات الظلامية والرجعية.