لئن نكل الفرنسيون بمن نصبوا لهم العداء أثناء حربهم مع المحور فقد دخلوا حربا مع المرازيق. كان من أبطالها عبد ا& الغول الذي شارك في معظم معارك ثورة المرازيق: معركة قصر تارسين 24 ماي 1944 معركة دوز 29 ماي 1944 معركة بئر الأدنس 12 جوان 1944 معركة طويل الصابرية 15 جوان 1944 معركة غابة تامزرط 28 جوان 1944 شاركته فيها زوجته حليمة بنت عمر بن عبودة معركة قويرات الحب في صيف 1944 معركة كاف ابن عسكر في صيف 1944 بالتراب الليبي ولما تفرق شمل الثوار واستعادت القوات الاستعمارية سيطرتها على منطقة نفزاوة، انسحب معظم الثوار ضمن جماعات صغيرة متجهين نحو التراب الليبي وكان من بين هذه المجموعات مجموعة تضم سبعة من الثوار كان يقودها عبد ا& الغول، وتفطنت القوات الاستعمارية لتحركات الثوار فجندت مئات من المواطنين بمنطقة مدنين وبني خداش وتطاوين لاعتراض عبد ا& الغول وجماعته. القبض على عبد ا& الغول وأصرت السلط الاستعمارية على تتبع الثوار في كل مكان، فأرسلت السلطة العسكرية برمادة جواسيسها الى ليبيا بحثا عن مجموعة عبد ا& الغول واستطاع الجواسيس من منطقة رمادة أن يهتدي الى مكانهم فاتفق مع شخص ليبي معروف كان له اتصال بالجماعة فاستضافتهم وأبلغ نبأهم الى السلطة الانقليزية المحتلة للتراب الليبي في ذلك العهد. فألقت عليهم القبض ولم يسلم منهم إلا (علي بن ابراهيم الغول) الذي فارقهم قبل ذلك ملتجئا الى منطقة (نالوت) عند فريق (الصيعان) والمقبوض عليهم ثلاثة هم: عبد ا& بن عمر الغول أخوه أحمد بن عمر الغول المكي بن عمر الغول. هروب عبد ا& الغول واستغاث عبد ا& الغول بجده المحجوب وارتمى من السيارة بعد أن تمكن من فك قيده، ورغم المخاطرة التي أقدم عليها هذا الثائر الجريء وعدم اكتراثه بالصخور التي قد تحطم عظامه فإن الموت بهذه الطريقة أهون عليه من الإعدام أمام عشيرته، فهوى البطل متدرجا نحو سفح الجبل غير مكترث بما أصابه من رضوض ولما تفطن الحراس لهروبه أطلقوا عليه النار فأصيب بجرح في كتفه. ولكنه لاذ بالفرار وابتعد عن المكان مستعينا بظلام الليل. وقبل أن يتفرغ أعوان السلطة الذين كانوا على متن السيارة لعملية البحث عن الهارب، قرروا قتل رفيقيه وسط السيارة وهما شقيقه أحمد الغول ورفيقاه المكي بن محمد بن أحمد ليتمكنوا من مطاردة عبد ا& في اطمئنان. ولقد كان لتلك الحادثة أثر طيب في نفوس أهل الجنوب الشرقي عامة وقد نسبوا ذلك لبركات جده الولي الصالح عمر المحجوب. الإعدام بعد أشهر تفرق شمل الثوار فقصد عبد ا& الغول منجم (أم الذويل) بالوطن القبلي فاختلط ببعض العملة من المرازيق فكشف أمره أحد العملة ممن باعوا ضمائرهم وخانوا أمانة الوطن والدين. فتم القبض على عبد ا& الغول وعرض على المحكمة العسكرية بالعاصمة وقبل الحكم عليه جلب الى معتمدية بني خداش من ولاية مدنين لمساعدة المستعمر على القبض على من ساعده من الحوايا وجلبوا له مجموعة كبيرة من المشتبه فيهم من مختلف القبائل والعروش وتم إيقافهم بالسجن الأرضي ببني خداش القنارية وهي عبارة عن داموس تحت ربوة القصر القديم، ومن بينهم كان محمد بن مبروك بن ساسي الشقيق الأصغر للثائر بلقاسم بن ساسي، وخليفة بن عبد ا& بن سلامة ومارس بن جلال وغيرهم. إلا أن عبد ا& الغول انكر أن يكون على معرفة بأحد منهم. وعرض البطل عبد ا& الغول على المحكمة العسكرية بتونس سنة 1950 فحكم عليه بالإعدام، وأيد التعقيب الحكم فأعدم بسبخة السيجومي سنة 1951 ليكون عبد ا& الغول الشهيد الأول وعمر الغول الشهيد الثاني وإخوته أحمد الغول ومحمد الغول الشهيدين فلله در عريقة في النضال في الجنوب التونسي أنجبت أربعة شهداء. مؤلف كتاب ملحمة النضال التونسي