جليلة بن يحيى واحدة من خريجات المعهد العالي للفن المسرحي ابتعدت عن الأضواء بسبب استقرارها في مدينة قابس وكان آخر عمل مسرحي تقدّمه في العاصمة مسرحية «جنان المحبّة» مع فرقة بلدية تونس للتمثيل جليلة بن يحيى عادت بمسرحية «زرّيعة إبليس» اخراج حافظ خليفة وقد التقتها «الشروق» في هذا الحوار. أين اختفت جليلة بن يحيى؟ في الحقيقة لم أختف الا في العاصمة فقط فأنا لم أنقطع عن العمل في قابس اذ قدّمت في مهرجان قابس الدولي مجموعة من الأعمال مثل «لحظة صمت» و«كلام الرّوح» و«عشقة ومحاين» و«حكاياتنا» وقد قدّمت كل هذه الاعمال في مهرجان قابس الدولي تطوّعا. هل تعتقدين أن استقرارك خارج العاصمة أثّر على حضورك الفني؟ نعم وبقدر كبير، ثم أن استقراري في قابس كان اختيارا أيضا فحاولت مع مجموعة من الاصدقاء من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي وهواة المسرح تأسيس شيء مثلا معهد للمسرح على غرار معهد الموسيقى الذي تم بعثه مؤخرا وتأسيس فرقة بلدية قابس وعملنا كثيرا وأنتجنا مسرحيات لكن المشكل أن كل عمل ننجزه في قابس يموت ولا يلقى حظّه من الرواج ولا يسمع به الا القلّة وهذه مشكلة أساسية. الحياة الثقافية في قابس ألا تعتقدين أنها تراجعت شيئا ما؟ نعم هناك تراجع كبير وهذا يعود لسبب أساسي وهو ابتعاد المختصّين وانسحابهم وبالتالي هذا أثر كثيرا على المشهد الثقافي. عملت مفقّدة في التربية المسرحية كيف تقيّمين التجربة؟ عملت مفقّدة لثماني سنوات ثم فضّلت العودة الى التدريس لابد من التنويه أولا بقرار وزارة التربية والتكوين بجعل المسرح مادة أساسية في التعليم الاعدادي وأعتقد أن المسرح المدرسي يفتقر الى الامكانات المادية في مستوى الحاجيات التقنية لأن الدور الاكبر في المحافظة على المهنة المسرحية يتحمّله أساتذة المسرح من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي الذين يبذلون جهودا كبيرة مع التلاميذ من أجل تنشئتهم على حب المسرح. وأساتذة المسرح كيف ترين دورهم في المسرح التونسي؟ أعتقد أن لأساتذة المسرح الان الدور الاكبر في المسرح التونسي سواء كممثلين او مخرجين او كتّاب او مصممّي سينوغرافيا ولكنّهم محرومون من بطاقة الاحتراف وهذا ظلم كبير لهم وأتساءل لماذا يتمتّع أساتذة الموسيقى ببطاقات احتراف ولا يتمتع بها أساتذة المسرح؟ تجربة «زريعة إبليس» كيف كانت؟ مسرحية مهمّة في مسيرتي لأنني إلتقيت فيها بدليلة المفتاحي وبوجوه شابة مثل نورهان بوزيان وهاجر بن سعيد كما اكتشفت عن قرب منصور الصغير وكان لقائي الاول ايضا مع المخرج حافظ خليفة والكاتب ابراهيم بن عمر. والعمل كان ممتعا لأننا تعاملنا مع عملين لجان جينيه «الخادمات» و«أربع ساعات في شاتيلا» لكن في قراءة جديدة. وماذا بعد «زريعة إبليس»؟ عملت مع عبد اللطيف بن عمّار في «خطى فوق السحاب« ولكن أنا بطبعي ربّما أو لظروفي المهنية والعائلية لا أتحمّس كثيرا للتلفزة وقد يكون لاستقراري بعيدا عن العاصمة دور في ذلك.