«قصة أشبه بالمعجزة التي لا يمكن التكهن بوقوعها» كذلك أكد أكثر من شخص سمع الرواية فعبّر عن تعجبه من قدرة الأقدار عملية غير متوقعة ولكنها حدثت وتسببت في وفاة «زينة» طفلة الخمس سنوات وهي في حضن والدتها. تفاصيل الحادث كان يحدث بها الوالد أقاربه يوم تشييع الجنازة عجب دون ان تفارق وجهه علامات حزن لا يسعه وهو يتقبل التعازي بعد وفاتها سوى ان يحتسب ويذعن للأقدار. وهو يقلب يديه ويضرب كفا بكف بينما واصلت الوالدة حالة الاغماء التي غشتها بين ذهول بقية أطفالها. فقد توفيت الطفلة زينة (5 سنوات) مساء أول أمس الاربعاء داخل المستشفى متأثرة بإصابة بليغة تعرضت لها قبل يومين عندما أصابها لوح خشبي كانت تقلّه شاحنة بينما كانت هي في حضن والدتها في مؤخرة شاحنة ثانية. وعن تفاصيل الحادث ذكر الوالد علي العكرمي (45 عاما) ل«الشروق» انه امتطى شاحنة نقل خفيفة برفقة زوجته وابنته زينة وانطلقوا من منطقة المويسات (معتمدية بوحجلة) نحو منطقة الجهينات المجاورة. كان الوالد علي قد اتخذ مقعده بجوار السائق بينما جلست زوجته صليحة وصغيرتها في صندوق الشاحنة الخلفي. وذكر الوالد علي أن شاحنة نقل الخشب اعترضتهم في الطريق وان احدى اللوحات لمست شاحنتهم قبل ان تكسر الجدار الخشبي الذي كانت الطفلة زينة تجلس بمحاذاته. ورغم محاولة سائق الشاحنة التي تقل العائلة تجنب تلك الألواح الخشبية الا ان احداها (مدرية) أصابت الطفلة على مستوى رأسها وهي في حضن والدتها متسببة لها في جروح عميقة. وأكد علي انه شاهد قطع الخشب تتناثر فخشي على زوجته وطفلتهما وعندما أوقف السائق الشاحنة لتفقدهما وجد السيد علي ان ابنته ملقاة على سطح الشاحنة تغمرها الدماء بينما كانت والدتها في حالة اغماء. أسرع الوالد بنقل طفلته الى المستشفى المحلية ببوحجلة فتم تقديم الاسعافات الاولية للطفلة قبل احالتها الى المستشفى الجهوي بالقيروان. وهناك تم فحصها واسعافها وتقرر الاحتفاظ بها في أحد أقسام المستشفى تحت العناية الطبية الفائقة. تفاءل الاطار الطبي ووالدا الطفلة بتدرج حالة الصغيرة نحو الشفاء بعد مرور يومين لكن شاءت الأقدار ان تلفظ الصغيرة أنفاسها رغم حسن الرعاية التي تلقتها. وتولى أعوان الحرس ببوحجلة فتح تحقيق في ا لغرض بعد ايقاف السائق. فيما تم أمس (الخميس) تشييع جنازة الطفلة زينة. الوالد ذكر ان زينة أصغر أبنائه الاربعة وما آسفه أكثر انه لم يأخذ لها صورة تذكارية لها كسائر اخوتها. وسط جموع المعزين من الجيران والأقارب بمنزل الوالدين في قرية المويسات كان حزن الوالدين باديا للعيان. ولعل ما لفت انتباه الأقارب هو حالة الصدمة والاغماء التي انتابت الوالدة صليحة بينما لاح الحزن على وجه الأب علي.