الاعلام المصري من جهته واصل «حربه» الاعلامية عقب المباراة من خلال التطرق الى الهوامش والحيثيات التي ألمّت باللقاء في ملعب أم درمان وطالت التعاليق حد اتهام تصرفات الجماهير الجزائرية ب «الارهاب» فيما انتقدت صحف أخرى الحكم السيشالي «إدي ماييه» في حين حاول آخرون تقبّل الهزيمة والانسحاب وهذا ما برز من خلال هذه المقتطفات مما كتب على أعمدة الصحافة المصرية: «إرهاب» غير مسبوق ضاعت فرصة ذهبية من مصر الى الوصول الى المونديال، خاصة أن الجزائر ليست خصما قويا، لكنه نجح في إرهاب اللاعبين المصريين بالعنف في حراسة الحكم إيدي ماييه، فقد اهتز تركيز لاعبي مصر بسبب التوتر والارهاب... إرهاب ليس له مثيل وبسبب شحذ نفسي غير مسبوق وبرز ذلك من خلال نزول ثلاثة مشجعين جزائريين واتجهوا الى الجمهور المصري في جرأة تعكس أن القضية عندهم ليست فقط الفوز بالمباراة وإنما الانتقام... ومشاهدة مباريات كرة قدم بهذا الاشتعال. هذا ما جاء في الصحافة المصرية التي مسّتها هزيمة الاربعاء في الصميم رغم أن منتخبها قدم هو الآخر أداء سليما في مجمل المباراة. عنف جزائري رهيب اعتدى مشجعون جزائريون على الجماهير المصرية بالسودان بعد انتهاء المباراة الفاصلة التي أقيمت مساء الاربعاء لتحديد الفريق المتأهل لنهائيات كأس العالم. وقال محيي الدين جبريل مراسل التليفزيون المصري إن المشجعين الجزائريين اعتدوا على الجماهير المصرية بعد أن حطموا بابا كان مغلقا باستاد المريخ ورفضوا الانتظار حسبما تقضي القواعد بأن تنتظر جماهير الفريق الفائز 3 ساعات حتى انصراف جماهير الفريق الخاسر. وأشار جبريل الى أن هناك إصابات طفيفة بين المشجعين المصريين، لكن ليس هناك عدد مؤكد لهذه الاصابات، مضيفا أن جماهير الجزائر اعتدت على محال وسيارات مملوكة لسودانيين لمجرد أنهم يرفعون الاعلام المصرية. من جانبه، أكد وزير الاعلام المصري أنس الفقي أن هناك اتصالات تتم على أي مستوى مع السلطات السودانية لتأمين سلامة الجماهير المصرية وعودتهم سالمين لارض الوطن، مشيرا الى أن هناك سربا من الطائرات المصرية في مطار الخرطوم لنقل الجماهير الى القاهرة. كما أوضح الفقي أن جميع البعثة المصرية موجودة حاليا بالمطار باستثناء مجموعة من المشجعين داخل السفارة المصرية بالخرطوم، وأنه سيتم تحريكهم بعد تأمين قوات الشرطة السودانية الطريق بين السفارة والمطار لمنع وقوع أي اعتداءات من المشجعين الجزائريين. الجزائريون استخدموا أسلحة حادة وقاموا بقذف الجماهير المصرية بالحجارة وحطّموا «الأتوبيسات». «قدّر الله... وما شاء فعل» هكذا عنونت جريدة «الجمهورية» المصرية عقب انسحاب المنتخب المصري وكتبت: «تأهلت الجزائر وضاع الحكم»، في إشارة الى موقف آخر مغاير اتخذه الاعلام المصري من نتيجة الاقصاء وهو ما دعمته جريدة الاهرام عندما نشرت أمس: «خروج مشرّف لمنتخبنا الوطني الذي قدم ما عليه ولكن الحظ وعدم التوفيق حالا دون تأهله... وقد تعرّض المنتخب الوطني لبعض الظلم في ظل تحيّز حكم اللقاء، السيشالي إيدي ماييه». تعاليق الصحف الأجنبية مباراة مصر والجزائر طالت بشدة احتقانها كل بلدان العالم، مما حدا بالصحافة الاجنبية بالتعليق عما وصلته مباراة كرة قدم بين منتخبين عربيين بطريقة فيها كثير من التهكم تأكيدا لمقولة، يا أمة ضحكت من جهلها الأمم. حيث عنونت الصحف الفرنسية المباراة بعنوان بارز: «مباراة الحرب والكراهية». وكتبت جريدة الانديبندنت البريطانية: «الخصمان، المصري والجزائري الاكثر عنفا في تاريخ كرة القدم العالمية»... انتهت المباراة وتأهلت الجزائر، فهل سقطت إهرامات مصر... أو انقطعت الجزائر عن تصدير النفط.