مع بزوغ شمس يوم الاربعاء 18 نوفمبر 2009 أفقت على رنين الهاتف ليخاطبني أحدهم بأن السيد أحمد الكشباطي عقب على مقالي الصادر بجريدة «الشروق» يوم 13 11 2009 سررت بهذا الخبر لمعرفتي السابقة بالسيد الكشباطي إذ كرمته جمعية القنطرة بمجاز الباب وأنا رئيسها إثر انتاج باكورة أعمالها سنة 2008 وسررت أيضا لأنني كنت أعتقد بأن السيد أحمد الكشباطي سيثري الجدل القائم حول مصير ومستقبل الجامعة التونسية للمسرح، لكن ما ان اطلعت على ما جاء في ردّه أصبت بالذهول وتفاجأت بموقفه الاقصائي وبتهميشه لي شخصيا واستعماله ألفاظا ومصطلحات لا ترتقي إلى مستوى تجربته المسرحية التي تناهز الخمسين سنة كما قال. عمي أحمد الكشباطي ليس لي خمسون سنة من المسرح ولم أنتج عشرات الأعمال المسرحية ولم تطأ قدماي سوريا والمغرب والجزائر وهولندا كما ذكرت، فأنا من عشاق المسرح، أنا من جيل جديد أسست فرقة مسرحية في منطقة ليس بها تقاليد الفعل المسرحي إيمانا مني بحق شباب مدينتي مجاز الباب وهواتها في ممارسة المسرح وكان لنا ذلك ورغم سنها فلقد بدأت ترسم طريقها وتترك بصماتها، أعود لأقول أنا من جيل جديد آمن بالتغيير وفي التعبير عن الرأي والاعتناء بالشباب لذلك أدليت برأي في موضوع يخصني بوصفي ناشطا في الحركة المسرحية الهاوية وليس من حقك عمي أحمد الكشباطي أن تقصيني بتلك الطريقة البشعة التي أتت في مقالك. إن كنت من مناصري السيد منصف السويسي فهذا شأنك، أما شأن الجامعة التونسية للمسرح فهو يهمّ كل هواة المسرح الحقيقيين وإن ما جاء في مقالك أعتبره مشروعا لإقصائي وتهميشي ومدمرا لجيل أراد أن يعبر عن رأيه وإنني أترفع في الردّ على تطاولك واستعمالك لألفاظ ومصطلحات هجينة، وإنني أهمس في أذن السيد منصف السويسي كم من مقال اقصائي آخر سوف ينشر، لقد توضحت الحكاية وأصبح المشروع الذي بشرنا به أستاذنا السيد منصف السويسي يتضح. فمن ليس له خمسون سنة من المسرح لا يجب عليه أن يدلي برأيه ومن لم يسافر خارج الوطن مثل عمي أحمد الكشباطي عليه أن يصمت وإلا نعتونا بجياف الكلاب (أو لم نستحي ونفعل ما نشاء) وغيرها من الشتائم والأوصاف التي خصني بها عمي أحمد الكشباطي. أعلنها وأكررها للمرة الألف: أستاذنا المنصف السويسي نقدره ونجلّه ونكبر انجازاته وأنا أول من تحدث عن أعماله وتأسيسه واستنكرت تغييب حقبة من تاريخ المسرح الوطني بالمعرض الخاص بالمائوية وهي التي تخص السيد المنصف السويسي لكن عليه أن يلتفت إلى شأنه ويهتم بقضايا قطاع الشركات الخاصة التي تعاني من أزمة هيكلية سبق أن عبر عنها في أكثر من مناسبة وليكن مطمئنا على مصير الهواة وجامعتهم ونعده وعد شرف بأننا سنكون من أول المؤثثين والمساندين لمركزه العربي للمسرح. شكرا لك عمي أحمد الكشباطي على تعلقك ونصائحك الثمينة التي أزديتها لي ولكل من يشاطرني ويبادلني الرأي، وأعدك بأنني بعد خمسين سنة سأسدي بنصائح أكثر تجذرا وأكثر عمقا وأكثر حكمة لشباب الجيل القادم حتى يأخذ المشعل بكل صدق بعيدا عن النميمة والحقد القاتل التقي معك عمي أحمد الكشباطي على الابداع والجمال والحب إن شاء اللّه. مراد نعات (رئيس جمعية القنطرة للمسرح بمجاز الباب)