قطر الدوحة (الشروق) من مبعوثتنا الخاصة نجوى الحيدري تتواصل الأيام الثقافية التونسية بالدوحة وبعد الموسيقى والشعر والسينما قدّم المسرحي «المنصف السويسي» مساء السبت الماضي نبذة عن تاريخ وآفاق وإنجازات المسرح التونسي في لقاء المسرح التونسي مائة عام من الحداثة والتأصيل وحضر اللقاء مجموعة من المثقفين التونسيين والعرب. وقد تحوّل المنصف السويسي أثناء سرده لمجموعة من المعطيات حول المسرح التونسي الى حكواتي شدّ بأسلوبه كل الحضور فأنصتوا واستمتعوا وتأكدوا من أن السويسي مسرحي حد النخاع. المسرح التونسي بخير وقد جاء ممثل المسرح التونسي في الأيام الثقافية التونسية بقطر على المحطات التي مرّ بها الفن الرابع بالبلاد التونسية منذ بدايات القرن الماضي أي زمن انطلاقه لكن ما سبق ليس موثقا على حدّ تعبير المنصف السويسي، الذي أكد أن المسرح التونسي «بخير» رغم أنه يواجه بعض العراقيل مثل مشكلة الدعم وتهميشه من المهرجانات الصيفية وقلة حضوره رغم بعض الاستثناءات، ويضيف صاحب الرأي «نحن نحاول دائما مقاومة هذه الظواهر ومدّ الجسور مع المسارح العربية». مراحل مهمة وحول تاريخ المسرح التونسي يقول السويسي: «دعونا نتحدث عن المائة سنة الأخيرة من المسرح الحديث، في البداية كان الرواد من المسرحيين الشباب الذين تأثروا بالفرق الايطالية والفرنسية والمصرية ومن بين هؤلاء الرواد «محمد بورقيبة» و«أحمد بوليمان».. ثم جاء جيل ثان واصل على نفس المنوال، بترجمة الأعمال الأدبية الكبيرة، تبعه جيل مقاومة الاستعمار وحينما انتقل المسرح من التحديث الى التثوير وتحريض الجماهير و«كنت أحد هؤلاء» يقول المنصف السويسي «لأن أبي كان مقاوما» ويضيف «أتت بعد ذلك دولة الاستقلال لتبدأ مرحلة جديدة لقيت فيها الدعم السياسي من الزعيم الحبيب بورقيبة..». ثم جاءت القفزة النوعية يضيف السويسي فأنجبت الكثير من المسرحيين على غرار جليلة بكار وناجية الورغي، فكانت النقلة من حيث التقنية والجمالية وخرج المسرح من دوره الترفيهي الى الدور التنويري. السويسي انفعل وتفاعل مع تاريخ المسرح التونسي وقال أنا «سيزيفي الحال وسندبادي الترحال» من أجل المسرح التونسي وقدم شهادات كثيرة عن الابداعات التونسية والمكاسب التي حققها المسرح التونسي رغم بعض العراقيل التي واجهها في السنوات الأخيرة.