مساء يوم الخميس الماضي قدم الشاب شوقي البالغ من العمر 26 سنة الى قسم الاستعجالي بالمستشفى الجهوي بالقصرين في حالة طبية حرجة، مما استدعى وضعه تحت التنفس الاصطناعي والعقاقير الحياتية، لكن الأجل وافاه يوم الجمعة صباحا، وقد اشتبه الأطباء في احتمال اصابته بمرض انفلونزا الخنازير، فأصاب الفزع المواطنين من احتمال تفشي هذا المرض بينهم وكثر اللغط والتفسيرات الخاطئة، وقد اثببت التحاليل بأن شوقي خال من فيروس انفلونزا الخنازير ولكنه توفي بسبب جرثومة Staphylocoque. وتفيد الوقائع بأن الشاب شوقي البالغ من العمر 26 سنة والذي يشكو من مرض الربو، قد قدم الى قسم الاستعجالي في حدود الساعة الثامنة مساء من يوم الخميس وهو في حالة حرجة، هبوط حاد في ضغط الدم وصعوبة في التنفس مما استدعى وضعه فورا تحت التنفس الاصطناعي والعقاقير الحياتية، وقد تبين من أهل المتوفى بأنه كان يعاني من السعال والحمى منذ بضعة أيام، وكان قد استعمل بعض المضادات الحيوية ولكن كانت حالته تسوء اكثر فأكثر ونظرا لهذه الوضعية فقد احتمل الاطباء بان يكون مرض انفلونزا الخنازير احد الأسباب الرئيسية في حالة المريض. وقد تجند كل الطاقم العامل بالمستشفى الجهوي وعلى رأسهم السيد المدير الجهوي للصحة الدكتور سمير طرابلسي للعمل بجانب المريض دون مفارقته ولو للحظة واحدة الى حدود الساعة الرابعة والنصف صباحا من يوم الجمعة حيث لفظ المريض انفاسه نظرا لخطورة حالته والتجائه للمستشفى في وقت متأخر جدا من تفشي مرضه. وفي نفس الوقت انطلقت سيارة الاسعاف حاملة تحاليل المريض الخاصة بانفلونزا الخنازير الى تونس العاصمة، وفي هذه الاثناء شاع الخبر بين المواطنين بأن مرض انفلونزا الخنازير قد أتى الى المنطقة بالموت وبدأت التحاليل والتفاسير التي لا معنى لها ولا صلة لها بالحقائق. وفي حدود الرابعة مساء من يوم الجمعة، تم الاعلان نهائيا عن عدم وجود مرض انفلونزا الخنازير لدى المصاب، فالتحاليل كانت سليمة، وتم الفصل ايضا في سبب موت الشاب شوقي» وهي جرثومة، Staphylocoque فقد اصيب المريض بمرض Staphylocoque pleuropulmonaire, وهو مرض حاد جدا وسريع التطور يصيب الرئة بعجز في التنفس، ويؤدي غالبا الى هلاك المريض. وقد اتسم الفريق الطبي المراقب لانفلونزا الخنازير بالسرعة في الأداء والجاهزية، كما عبر الدكتور سمير الطرابلسي المدير الجهوي للصحة عن توفر الدواء وكل المستلزمات اللازمة لمجابهة هذا المرض وان المتابعة يومية للمرض وان الحالة طبيعية جدا بالولاية ولا داعي لخوف المواطنين وما عليهم الا الانتباه من الشائعات التي ينسجها البعض. كما يجدر القول، بأن المصابة الوحيدة بانفلونزا الخنازير بالجهة، وهي عاملة بالمستشفى الجهوي بالقصرين، قد غادرت المستشفى أمس الى بيتها وهي في صحة جيدة.