«اللهم جاور اذا ما متّ بيني وبين صديقي فوزي فيا حبذا موتي اذا جاور قبري»، ذلك ما كان يردده اللاعب الدولي السابق نورالدين بوسنينة الذي كان الموت أقرب اليه من حبل الوريد طيلة 168 ساعة!! بعد ان استسلم الى نوبة قلبية لم يجد خلالها من سند سوى صديقه الوفي فوزي الزيات الذي بذل له وقته وماله وكان مستعدا حتى ان يبذل لصديقه دمه وحياته. «الشروق» وبمجرد ان سرى نبأ شفاء بوسنينة ومغادرته المصحة تحولت الى منزله الكائن بالضاحية الجنوبية لتقدم له أصفى الهناء بهذا الشفاء. فرحة عارمة في بيت بوسنينة غمرتنا فرحة عارمة بمجرد ان التقينا نورالدين وقد استعاد عافيته محاطا بأفراد عائلته وجيرانه وعدد من الأصدقاء تسابقوا كلهم له وقد تبادلوا قبل السرور، تحدث نورالدين عن الازمة الصحية التي مرّ بها قائلا: «قل لن يصيبنا الا ما كتب ا& لنا، فتلك مشيئة ا& عزّ وجلّ وقد شاء ا& عزّ وجلّ أن أنهض مجددا بعد أسبوع واحد من الازمة وسامح ا& ذلك الشخص الذي قام بإذاعة خبر موتي!! ومع ذلك فإن هذه الاشاعة كشفت مدى محبة الناس لشخصي». لن أدخن بعد اليوم «إن الازمة الصحية التي مررت بها علمتني أن كل السجائر هي الوسيلة الانجع للموت، فهي قاتلة وهو ما جعلني أقرر الاقلاع عن التدخين منذ ان تجاوزت هذه الازمة». رجل ليس ككل الرّجال «لقد ظفرت منذ قرابة 25 عاما بكنز ثمين تمثل في صديقي فوزي الزيات اللاعب السابق بالمستقبل الرياضي بالمرسى وبنادي حمام الانف... فمجرد وجوده الى جانبي يجعلني أنام ملء جفوني فهو رمز الجود والمروءة والكتمان والوفاء في زمن فقد خلاله الناس الاصدقاء، إنه رجل ليس ككل الرجال فهو لم يفارقني لحظة واحدة وهو من سارع الى التكفل بمصاريف المصحة» (علمت «الشروق» بطرقها الخاصة أن تكاليف العملية الجراحية ناهزت 10 آلاف دينار). يقولون ما لا يفعلون جود الرجال من الأيدي وجودهم من اللسان فلا كانوا ولا الجود، فقد أطلت علينا طيلة الاسبوع المنقضي شخصيات رياضية بارزة لتوهم الشارع الرياضي التونسي بأنها استجابت الى نداء الواجب وساعدت نورالدين في تجاوز محنته وهو ما لم يحدث على أرض الواقع!! هؤلاء الاشخاص ليسوا الا بعض المحسوبين على الترجي الرياضي التونسي وهو ما حزّ في نفس نورالدين. شكر خاص أصر نورالدين على ان يعترف بالجميل ويقدم شكره الى كل من قام بزيارته في المصحة على غرار السيد سليم شيبوب ونبيل معلول وعلي بالناجي وعادل الاطرش وبسام الجريدي وبن محمود وجلال عزيز وحسين صولة وخالد التواتي والسيد منجي بحر الذي عرض على نورالدين التكفل بمصاريف المصحة قبل ان يتمسك فوزي الزيات بالأمر وكذلك السيد معاوية الكعبي وأمين الغدامسي وسليم بودة واسكندر البركاتي وحسن الرباعي ونبيل طاسكو والبخاري والمسكيني وخالد حسني وقدري الزلاحي. آخر الكلام إن بوسنينة بحاجة الى كل بادرة تصدر من كل شخص غيور على الرياضة التونسية حتى تدخل البهجة من جديد الى قلب بوسنينة بعد ان كاد يحطمه المرض وتعصف به نوائب الدهر وليس يصح في الافهام شيء اذا احتاج النهار الى دليل.