الفنانة خديجة بن عرفة تاريخ حافل بالأعمال الفنية الدرامية, اشتغلت في المسرح فأبدعت, وعملت في الإذاعة فأمتعت المستمعين, وشاركت في المسلسلات فلفتت الانتباه وحازت على إعجاب المشاهدين.. خديجة بن عرفة من الأسماء التي صنعت مجد فرقة الاذاعة للتمثيل ومسيرة تزخر بالأعمال والنجاحات, ووجه معروف ومشهور, لها طابعها الخاص في الأداء وأسلوبها في تجسيد الشخصيات يختلف عن بقية زميلاتها.. التقيناها فكان هذا الحوار حول المشوار الفني والنجاحات والأحلام التي تحققت والتي لم تتحقق والعراقيل والصعوبات.. خديجة بن عرفة لم نشاهدك في أيام قرطاج المسرحية؟ الحقيقة تحصلت على شارة الدخول للقاعات وتمت دعوتي، لكن شواغل العائلة والعناية بأحفادي حالت دون حضور العروض، لكن أتابع المهرجان من خلال البرامج التلفزية التي تغطي التظاهرة.. كنت من الأسماء البارزة في المسرح لكنك اختفيت منذ سنوات، ما الأسباب؟ هذا صحيح، لقد كنت شغوفة بالمسرح، وأجد متعة كبيرة في الصعود على ركح المسرح، لكن بعد الزواج وخاصة الانجاب لم يعد بامكاني التوفيق بين العائلة والمسرح الذي يتطلب مجهودا كبيرا وحضورا مستمرا وتمارين ليلية، لكن ما ان كبر ابنائي حتى وجدت ان الفرقة التي اعمل في إطارها تلاشت بعد وفاة سي عبد المجيد بوديدح، وتفرقت مجموعة المسرح الشعبي. لكن هناك فرق أخرى؟ صحيح، لكنني وفية لفرقة المسرح الشعبي فأنا عملت في صلبها عشرات السنين وكنا كأفراد العائلة الواحدة زد على ذلك نوعية المسرح التي تقدّم في هذه الفترة لا تروق لي، فلو وجدت عملا كوميديا جيدا فلن أتردد في العودة للمسرح. نعود الى البدايات، كيف كانت؟ بدأت العمل الفني وأنا في سن السادسة عشرة وذلك في مسرحية تلفزية بعنوان «الضائعة» وقد تم تسجيلها على طريقة المباشر بمعنى لا مجال للخطإ، وكان معي في هذا العمل ثلة من خير الممثلين على غرار المرحومة زهرة فائزة والحطاب الذيب وعزالدين بريكة ومحمد ممدوح وكمال بن سلامة. وأول عمل مسرحي؟ مسرحية «عمتي عائشة راجل» بطولة المرحوم عبدالسلام البش. من هو صاحب الفضل في اكتشاف خديجة بن عرفة؟ صاحب الفضل ومكتشفي هو المخرج عبد الرزاق الحمامي الذي منحني دور البطولة في مسرحية «الضائعة» وأنا مازلت نكرة ولا يعرفني احد، والحمد لله وفقت في دوري، وبدأ المشوار. بدايتك كانت تلفزية ولم تكن إذاعية؟ بدأت بالتلفزة ثم انتقلت الى المسرح وبعدها فرقة الاذاعة للتمثيل.. هل وجدت معارضة من العائلة على اقتحام الميدان الفني؟ في البداية كانت عائلتي رافضة للفكرة بحكم العادات والتقاليد التي كانت سائدة، لكن لما اتيحت لي الفرصة للعمل لم أجد منهم الا التشجيع وهو ما فاجئني. وهل من صعوبات وعراقيل أخرى اعترضتك طيلة المسيرة الفنية؟ ككل ميدان آخر، المجال الفني له مشاكله وصعوباته وكما يقال «صاحب صنعتك عدوك» هناك منافسة بين الزملاء أحيانا تتحوّل الى منافسة غير شريفة. وقد تعرضت الى بعض هذه الممارسات لكنني تجاوزتها بالاصرار والتحدي والعمل، كان ممكنا ان انسحب لو كانت شخصيتي ضعيفة، لكن الحمد لله واصلت المشوار بالجهد والكد.. وأين خديجة بن عرفة من السينما التونسية؟ لا علاقة لي بها الا بالفرجة وأحيانا لا. هل هي مقاطعة منك للأفلام التونسية؟ لا، لم أقل هذا، لكنني لم أترشح للأفلام التونسية ولم أشارك في عمليات الكاستينغ وفي المقابل لم يرشحني أحد.. ولما لم تترشحي، هل هو موقف؟ الحقيقة جل الأفلام التونسية لا تروق لي أغلبها تضم مشاهد عري لا مبرر لها ولا علاقة لها بموضوع الفيلم، وشخصيا أرفض المشاركة في هكذا أفلام. ماهي الأعمال التي تعتز بها خديجة في مشوارها؟ في الإذاعة كل المسلسلات باللغة العربية التي أخرجها الفنان مختار الوزير، ايضا مسرحيات مثل «الصمت الطويل» اخراج المرحوم حسن الخلصي وكذلك «رقصة الثعبان» تأليف المرحوم الحبيب بلحارث واخراج الخلصي أيضا. وفي التلفزة؟ عديدة هي المسرحيات والأشرطة التلفزية الممتازة وهناك ايضا مسلسلات «الحصاد» و«حكم الأيام» لعبد القادر الجربي، و«منامة عروسية» اخراج صلاح الدين الصيد و«الليالي البيض» و«حسابات وعقابات» اخراج الحبيب المسلماني. ومع من تنسجم خديجة في العمل من الممثلين والممثلات؟ في فرقة الاذاعة هناك انسجام كبير مع كامل المجموعة، في المسرح الشعبي نحن عائلة واحدة، اما في التلفزة فانسجم وارتاح لجل الزملاء والزميلات طبيعي هناك بعض الأسماء التي لا أنسجم معها لا في العمل ولا في الحياة اليومية وهذا طبيعي في كل ميدان. بين الأمس واليوم، ما الذي تغيّر في الساحة؟ في الأمس كان العمل والدور للأجدر الكفاءة والحرفية هي الفيصل اما اليوم فطغت المحاباة، وصارت الأدوار تمنح مع الأسف حسب «المعارف» و«الاكتاف» لذلك تسقط بعض الأعمال الدرامية، الفن لا يعترف بالأكتاف. من هي الممثلة التي ترى فيها خديجة صغرها؟ الممثلة الممتازة سوسن معالج. ما علاقة خديجة بالشخصيات التي تجسدها، بمعنى هل فيها نقاط التقاء معك؟ أحيانا أنا امرأة صعبة كما يقولون، لا أتنازل عن حقي، بعض شخصياتي فيها شيء من هذا، اما النميمة و«التنسنيس» فليس مني.. هل حققت خديجة كل أحلامها؟ الحمد لله، مهنيا انا راضية عن أعمالي، عائليا انجبت الأبناء وزوجتهم وأنا أنعم باحفادي فهم عالمي اليوم، حلم واحد لم يتحقق، ان شاء الله أرغب في الحج بمعية زوجي. نقطة النهاية في هذا الحوار؟ نداء الى كل المشرفين على الانتاج الدرامي التلفزي، رجاء كثفوا من المسلسلات والأشرطة التلفزية والمسرحيات التلفزية حتى لا نضطر الى الهروب الى القنوات الأخرى. وحتى تتاح للممثل فرص العمل.