الفنانة عزيزة بولبيار من الأسماء التي رسخت في الذاكرة، وتعتبر من أهم الوجوه النسائية التي مرّت من فرقة الكاف، وفرقة مدينة تونس للتمثيل.. قدمت الكثير من الأدوار الجيدة، وحازت على العديد من الجوائز في تونس وخارجها.. غنّت وكان لها حضور في الساحة الغنائية لكنها لا تعترف بكونها مطربة، بل هي متمسكة بصفتها كممثلة.. عن مشوارها الفني وأهم محطاته وعن أعمالها دار اللقاء مع الفنانة عزيزة بولبيار.. متى كانت بدايتك المسرحية؟ كانت الانطلاقة عام 1960 ضمن جمعيات مسرح الهواية وكانت أول فرقة «المسرح الافريقي» بإدارة الناصر بوعزيز، ثم انتقلت الى فرقة «مسرح الأمة» بإدارة فرج شاطر.. وكممثلة محترفة متى احترفت الفن؟ عام 1963 ضمن فرقة «المسرح التجريبي» بإدارة عبد المطلب الزعزاع، وكنا مجموعة من الممثلين على غرار صالح الرحموني وسليم محفوظ.. ثم نفس المجموعة انتقلت الى بنزرت حيث تم تكوين فرقة مسرح الشمال.. بعد هذه التجربة؟ عام 1967 انتقلت الى الفرقة القارة بالكاف بإدارة المنصف السويسي، والتي عرفت فيها أياما جميلة وقدمت عدّة أدوار ممتازة، من المسرحيات التي أذكرها «راشمون» و«حال وأحوال» و«كل فول لاهي في نوّارو» و«عشتروت» و«الحلاج» و«الزنج».. ومن الكاف عدت الى تونس وانضممت الى فرقة مدينة تونس التي احتضنتني الى اليوم، والتي قدمت فيها أيضا العديد من الأعمال المهمة مثل «فولبوني» و«العفارت»... ماهي أهم مسرحية في مشوارك؟ هي دون شك مسرحية «الزنج» التي قدمت فيها دور «ريحانة»، فإلى اليوم هذا ورغم مرور 40 سنة عن تقديمها مازلت أحفظ النص، هذه المسرحية هي التي قدمتني للناس ونلت من خلالها عدّة جوائز منها جائزة أفضل ممثلة في مهرجان المغرب العربي للمسرح بالمغرب. ليست هذه الجائزة الوحيدة في رصيدك؟ لا، نلت العديد من الجوائز أذكر منها جائزة أفضل ممثلة عن دوري في مسرحية «الأخيار» للمنصف السويسي التي افتتحت احدى دورات مهرجان الحمامات، كذلك نلت جائزة أفضل ممثلة عن دوري في مسرحية «العفارت» إخراج البشير الدريسي.. من هو صاحب الفضل على عزيز بولبيار؟ بعد الله سبحانه وتعالى، الفنان المنصف السويسي، هذا الرجل لن أنسى فضله، فهو الذي منحني الأدوار التي كانت سببا في بروزي، كما شجعني ودعّمني حتى أنه قدمني للمرحوم عبد المجيد بن جدّو الذي اختارني للغناء في برنامج «متحف الأغاني». إذن، بدايتك الغنائية كانت من متحف الأغاني؟ هذا صحيح، كما قلت جاء المرحوم عبد المجيد جدّو إلى الكاف لتسجيل حلقة من «متحف الأغاني» فقدمني المنصف السويسي رفقة زميلتي سعاد محاسن، وكانت أولى مشاركاتي الغنائية... هل لك بعض التسجيلات؟ لا، لم أسجل أعمالا، كنت أكتفي بترديد الأغاني التراثية.. ولماذا هذا الموقف؟ أنا مارست الغناء كهواية، غنيت في الأعراس، كانت الساحة خالية من الأصوات، انتهزت الفرصة، لم أدع يوما أنني مطربة، أدائي صحيح لكن صوتي لا يطرب. كيف هي علاقتك بالتلفزة؟ جيدة جدا منذ كانت تبث بالأبيض والأسود الى اليوم، عملت في أغلب المسلسلات التي أنتجتها التلفزة. هل تذكر عزيزة أول مسلسل في رصيدها؟ طبعا كان مسلسل بعنوان «مواقف إسلامية» وإضافة إلى آداء أحد أدوار المسلسل غنيت جينيريك العمل وكانت الأغنية من تلحين وناس كريم. وقام بالعزف على الناي الفنان محمد اللجمي. آخر أعمالك التلفزية؟ لي دور في مسلسل «المتاهة» الذي سيبث خلال شهر رمضان المقبل وهو من إخراج نعيم بن رحومة. هل تتصلين بالمخرجين، أي هل تشاركين في «الكاستينغ»؟ لا، لم أشارك في كاستينغ، وإذا دعوني ألبي حتى لو منحوني مشهدا واحدا. وما نصيبك من السينما والأفلام التونسية؟ نصيبي ليس كبيرا، في رصيدي ثلاثة أفلام تونسية هي «عزيزة» لعبد اللطيف بن عمّار، و«الحلفاوين» لفريد بوغدير و«الرديف 54» لعلي العبيدي.. إلى جانب مجموعة من الأفلام الأجنبية. هل لك صداقات في الوسط الفني؟ لي صداقات، لكن صديقي الحميم الذي أعتبره شقيقي هو الفنان محمد المورالي. ماذا أعطاك الفن؟ كل شيء، الفن صنع عزيزة بولبيار، الحمد للّه «مستورة» ماديا، وفي رصيدي الكثير من الأعمال التي أعتز بها، كما أعطاني الفن حب الناس. هل تعتبرين أنك محظوظة؟ نعم، الحمد للّه أنا محظوظة لأنني اخترت الفن طريقا في حياتي.