هو من جيل المؤسسين في الحقل المسرحي، ساهم في بعث أكثر من مؤسسة مسرحية في تونس العاصمة، وبعض المدن الأخرى كنابل وبنزرت... عمل كممثل في جمعيات مسرح الهواية والفرق المسرحية الجهوية لتكون فرقة البلدية آخر محطاته قبل التقاعد الإداري.. نجح في أداء أدواره المسرحية وحقق شعبية كبيرة من خلال أدواره التلفزية، آخرها أداءه لشخصية «حوسي» في سلسلة «شوفلي حل»... هو سليم محفوظ ضيفنا هذا الاسبوع.. هل كانت بدايتك من فرقة البلدية؟ لا، انطلقت مسيرتي قبل انضمامي للفرقة بسنوات. حدثنا إذن عن البدايات؟ البداية كانت في قطاع الهواية في أواخر الخمسينات كان عمري 15 و16 سنة تقريبا، عملت مع المرحوم المنجي بن عيش، والمرحوم محمد الأكحل في مسرحية «علي بن غذاهم».. وفي الاحتراف؟ عام 1963 أسست صحبة صديقي وزميلي عبد المطلب الزعزاع فرقة المسرح التجريبي، وقدمنا أول عمل بعنوان «غرام الدمى» وكان معنا البشير الدريسي وفرحات يامون رحمه الله، ومحمود الأرنؤوط ومحمد كوكة... ثم قدمنا مسرحية «الڤرباجي وثلاثة صالحين»، وشارك في هذا العمل نور الدين العاتي وعزيزة بولبيار.. بعد المسرح التجريبي، ماهي المحطة التالية؟ مركز الفنون الدرامية الذي أسسناه بنهج جامع الزيتونة كان ذلك في 1965 و1966 وقدمنا عدة مسرحيات منها «الحديث» و«العرس».. وفي أواخر 1966 أسست صحبة زميلي عبد المطلب الزعزاع فرقة مسرح الشمال ببنزرت وكان معنا فرج شوشان وصالح الرحموني وعزيزة بولبيار، وكان باكورة أعمالها مسرحية «ضربني وبكى» التي حققت رقما قياسيا في عدد العروض لم يحطم الى اليوم.. قدمنا 212 عرضا في موسم واحد. كم دامت إقامتك ببنزرت؟ من 66 الى 1968 ثم انتقلت الى نابل حيث أسست الفرقة المسرحية القارة بنابل ومديرها يوسف الرقيق، ولم تدم إقامتي بنابل طويلا، حيث هاجرت الى فرنسا عام 1969 صحبة عبد المطلب الزعزاع وقمت بتربصات مع المخرج سارج ايريك الذي كان في تونس وأسس في مدينة تولوز فرقة مسرحية ثم انتقلت بعد ستة أشهر الى باريس حيث أسست صحبة الزعزاع فرقة مسرحية تحمل اسم «افريقيا» وكان يعمل معنا ممثلون من المغرب والجزائر، وحتى من بلدان افريقية، وقدمنا مجموعة من الأعمال منها «أحدب الكنيسة».. متى عدت الى تونس؟ عدت الى تونس عام 1972 وانضممت مباشرة الى فرقة البلدية، وكانت أولى أعمالي في الفرقة مسرحية «المعطف» للبشير الدريسي، ثم تتالت الأعمال مثل «المحتال» و«أحلام قرطاج» و«العفارت» و«السرك».. ماهي الأعمال التي تعتزّ بها في مشوارك؟ كثيرة، لكن تبقى مسرحية «ضربني وبكى» هي المسرحية التي لاقت نجاحا جماهيريا كبيرا، هناك أيضا «العفارت» و«السرك» و«أبو عز المغفل». وما هو العمل الذي قدّمك للجمهور العريض؟ هو العمل التلفزي «القضية رقم 2016» هو شريط من سلسلة «القضايا» وشارك فيها ايضا المرحوم حمدة بالتيجاني ورشيد قارة والمرحوم الحبيب بلحارث وجميلة العرابي ورمضان شطا وأنيسة لطفي. دور قدمته وتعتبره أفضل أدوارك؟ كثيرة ايضا الأدوار التي أعتزّ بها مثل دوري في مسرحية «القلاع مبّر» ودوري في مسرحية «فولبوني» لعبد المجيد لكحل.. من هو المخرج الذي «ترتاح» للعمل معه في المسرح؟ البشير الدريسي، الذي يذكرّني بالمخرج الشريف خزندار الذي عملت معه في مسرحية «الحلاج» وهي مسرحية أخرجها أيضا البشير.. ما طبيعة علاقتك بالتلفزة؟ طيبة جدا، فقد عملت في التلفزة منذ عام 1966 اي مع انطلاقة الأعمال الدرامية، وكانت تبث مباشرة، وأذكر انني كنت ضمن المشاركين في أول عمل يبث وكان شريط بوليسي من اخراج عبد الرزاق الحمامي، ثم عملت في سلسلة «القضايا» مع الهادي بسباس، ثم في خماسية «بائع الحلويات والأميرة الجميلة» لفاطمة اسكندراني وكنت ضمن المشاركين في أول مسلسل تنتجه التلفزة وأقصد «رجوع نهائي» لمحمد الهمامي مع المرحوم حمادي الجزيري كما عملت في سلسلات مثل «الأيام كيف الريح» و «العاصفة» و«المتحدي» و«عشقة وحكايات» و«جاري يا حمودة» وآخرها «شوفلي حل»... ما هو الدور التلفزي الذي حقق لك شعبية؟ هو دور «حوسي» في سلسلة «شوفلي حل» هذا الدور حقق لي شهرة كبيرة والى الآن الناس ينادونني «حوسي»... وفي السينما كيف هو الحال؟ عملت في 14 فيلما أجنبيا وثلاثة أفلام تونسية فقط، وهي «التحدي» لعمار الخليفي و«الكأس» لمحمد دمق و«الأمير» لمحمد الزرن. ما هي أسباب ندرة أعمالك في السينما التونسية؟ لا أعرف بالضبط لكن الثابت أنني رفضت بعض الأعمال مثل «الأودسيا» لإبراهيم باباي. لماذا رفضته، هل لأسباب فنية؟ لا، بل التعامل لم يكن جيدا معي فخيرت الانسحاب. من صاحب الفضل على سليم محفوظ؟ لا أحد، الفضل لله وحده. هل لك هوايات الى جانب عملك في التمثيل؟ أنا كنت لاعب كرة قدم، لعبت في النادي الافريقي في كل الأصناف الى أن وصلت الى صنف الأمال، ولما حان وقت مروري الى الأكابر رفضت إدارة الاذاعة ذلك... وما دخل الاذاعة؟ وقتها كنت أعمل كمهندس صوت بالاذاعة التونسية، وهي مهنتي الأصلية لكن المسرح أخذني منها. ومن تذكر من اللاعبين الذين لعبوا معك في الفريق؟ محمد صالح الجديدي ورشيد الطرودي و«قطوس» ومحمود بلدية وغيرهم... من دربك وقتها؟ تدربت على يد الكثير من المدربين ومنهم المدرب المعروف فابيو... هل لك أصدقاء من ميدان كرة القدم؟ طبعا، من أصدقائي الذين ألتقيهم الى اليوم نور الدين ديوة وأحمد الزيتوني ومحي الدين هبيطة وبسام الجريدي. تقاعدت من فرقة البلدية فهل تواصل نشاطك المسرحي؟ الفنان لا يتقاعد، هو تقاعد اداري حسب ما يمليه القانون، لكنني أواصل عملي ضمن الشركة التي أسستها عام 2006، وهي شركة «باب منارة للانتاج والتوزيع» وقد انجزنا عدة أعمال وهي «بابا هتر» و«تح بح» و«ملا خلاعة» وهي أعمال مدعومة من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث. ألم تخامرك فكرة خوض تجربة الاخراج؟ طبعا وسأخوض هذه التجربة لأول مرة في مسرحية «الحي يروح» التي أقوم باخراجها هذه الأيام، ويشارك فيها بالتمثيل العربي الخميري ونجاة عز الدين.