«الهادي بودربالة» و«الحلاج» و«الزنج» و«عطشان يا صبايا» و«الزير سالم» و«عشتروت» وعشرات من الأعمال المسرحية الأخرى التي أنتجتها الفرقة القارة بالكاف والتي تعبّر مراجع في المسرح التونسي كان ضيفنا أحد أبطالها.. عمل مع المنصف السويسي والفاضل الجعايبي وكمال العلاوي والصادق الماجري وعبد اللّه رواشد وغيرهم من المخرجين، هذا في المسرح. أما في التلفزة فكانت له الكثير من المشاركات في مسلسلات جيدة مثل «غادة» و«ريح الفرنان» و«ريحانة» و«شرع الحب».. الى جانب مشاركات عديدة في أفلام تونسية وأجنبية.. لكن ورغم هذا الرصيد الثري من الأعمال والأدوار الممتازة، فإن ضيفنا الممثل الهادي الزغلامي يعيش وضعا اجتماعيا لا يحسد عليه وحالة من الاحباط لا تسر.. كم عمرك الفني اليوم؟ تقريبا نصف قرن من العطاء المسرحي والتلفزي والسينمائي، الرحلة انطلقت مع مسرح الهواية عام 1963، ثم اتخذت المسرح كمهنة بداية من عام 1967. ما عنوان المسرحية الأولى في رصيدك؟ كانت مسرحية «الهاني بودربالة»، اخراج المنصف السويسي ضمن الفرقة القارة بالكاف.. كم وصل عدد المسرحيات إلى حدّ الآن؟ أكثر من ثلاثين مسرحية آخرها مسرحية «العصافير» ضمن مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف. ماهي المسرحية التي بقيت في الذاكرة؟ «الهاني بودربالة» باعتبارها أول أعمالي، لكن قدمت عدّة أعمال أعتز بها مثل «الزنج» و«الحلاج» و«عطشان يا صبايا». ماذا جنيت من المسرح؟ لم أجن شيئا، بل المسرح جنى علي كيف ذلك؟ بعد نصف قرن من العطاء المسرحي، أعيش الخصاصة والحرمان، ولولا منحة سيادة رئيس الجمهورية لمت جوعا أنا وعائلتي. لكن بالعودة الى سيرتك الذاتية، نلاحظ أنك شاركت في الكثير من الأعمال المسرحية والتلفزية والسينمائية، ألم تكن لها عائدات مالية؟ هذا صحيح، شاركت في الكثير من الأعمال، لكن عائداتها المالية ضعيفة جدّا، هل تعلم أن راتبي في بداية مشواري كان 15 دينارا. وأن بعد أن أحلت على التقاعد أحصل على منحة تقاعد في حدود 115 دينارا، لذلك أقول لولا منحة سيادة الرئيس لمت جوعا، لي 6 أبناء كل ما كنت أحصل عليه أنفقه في دراستهم، لي ابن درس في الجامعة 7 سنوات، اختصاص علوم قانونية وسياسية لكنه راوغني وحوّل وجهته الى كرة القدم حيث تخرج من مدرسة بيلي لكرة القدم بالبرازيل اختصاص تدريب.. ولي ابن آخر يدرس في فن السينما، أنفق على دراسته 200 دينار شهريا.. هذا اضافة الى دراسة بقية أبنائي في المعاهد الثانوية. أشعر في كلامك شيئا من الندم على اختيارك الفني كمهنة؟ نعم، ندمت كثيرا، لم أكن أتصور أن ينتهي بي المطاف الى هذه الحالة من الخصاصة والفقر والحرمان، كان بامكاني الانضمام الى الوظيفة العمومية، كانت العملية سهلة جدا، لكنني فضلت المسرح لأنهم خدعوني بوعودهم الجميلة. من هم؟ كل الذين تعاملت معهم في بداياتي، كانوا يقولون لي إن المستقبل سيكون أفضل وأن المسرح مهنة مستقبلية وصدقت كلامهم والنتيجة اليوم أعيش في وضع لا أحسد عليه. ألا تتحمل جزءا من المسؤولية؟ لا، قمت بواجبي وعملت بصدق وضحيت واجتهدت والكل يعرف هذا، لم يكن بامكاني الاقتصاد وضمان المستقبل نظرا لكثرة أفراد العائلة وحاجياتهم.. ألم تجد مساعدة من زملائك؟ نعم وجدت مساعدة من بعض الفنانين، كالفاضل الجعايبي وزينب فرحات وتوفيق الجبالي والمنتج السينمائي المرحوم بهاء الدين عطية والمنتج نجيب عياد الذي يساعدني ماديا، ويحرص دائما على أن أكون في الأعمال التي ينتجها. أين تقيم، بمعنى هل تعيش أزمة سكن؟ أقيم في الكاف، هو بيت ورثناه، وأنا مهدّد بمغادرته باعتبار أن الورثة يريدون التفويت فيه بالبيع وأنا عاجز على اقتناء مناباتهم، لذلك أنتهز هذه الفرصة لأوجه نداء الى السيد رؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث قصد مساعدتي على تجاوز هذه المشكلة. والسلطات الجهوية، هل تتلقى منهم مساعدة؟ لست جحودا حتى أنكر مساعدة السيد والي الكاف الذي ساعدني أكثر من مرة، وأرجو أن يساعدني من موقعه على ايجاد حل لمشكلتي، إذ ليس لي بيت آخر يأويني أنا وعائلتي. بعيدا عن المشاكل، ماهو جديدك الفني؟ لي مشاركة في مسلسل «مليحة» إخراج عبد القادر الجربي، ومشاركة أخرى في مسلسل «المتاهة»، اخراج نعيم بن رحومة، لكنها مشاركات بسيطة وأنا أتساءل لماذا لا يفكر أصحاب الأعمال في من هم في مثل سني؟